تشكل الدهون مجموعة محورية في سلم الهرم الغذائي، ويجب أن تكون هذه المجموعة حاضرة دائماً في طعام الإنسان كي يحصل على ما يلزمه من الأحماض الدهنية الأساسية وغير الأساسية، وفي شكل عام يمكن القول إن الدهون يجب أن تشكل 30 في المئة من الطاقة التي يحتاجها الجسم في اليوم على أن يكون المصدر النباتي هو الطاغي. والدهون تقسم الى نوعين رئيسين هما: 1- الدهون المشبعة، وهي مواد دسمة فقدت الكثير من شعبيتها، ودوماً ينظر إليها بعين الشك كونها مسؤولة عن رفع مستوى الكوليسترول في الدم. وتوجد الدهون المشبعة في المصادر الحيوانية المنشأ مثل الزبدة، واللحوم الحمراء، والحليب ومشتقاته، أما في العالم النباتي فتوجد في جوز الهند، وزيت النخيل. وتمتاز هذه الدهون في انها تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة. ولا يغرب عن البال أن الدهون المشبعة توجد في «الخفية» في الكثير من المأكولات الجاهزة، مثل الفطائر والكعك والبقلاوة والشوكولاته والمقرمشات وشرائح البطاطا وغيرها. 2- الدهون غير المشبعة، وتتوافر هذه في المصادر النباتية، وهي سائلة في درجة حرارة الغرفة، وتقسم الى نوعين أيضاً: الدهون وحيدة عدم الإشباع، والدهون عديدة عدم الإشباع، وتوجد الأولى أكثر ما توجد في زيت الزيتون، وزيت الكولزا، وزيت الكانولا، والبندق، والفستق، والأفوكاتو. أما الدهون عديدة عدم الإشباع فتشاهد في زيت الذرة، وزيت دوار الشمس، وزيت الكتان. كما ذكرنا أعلاه فالدهون ضرورية للجسم، وهذا يمكن إيضاحه عبر الحقائق الآتية: - الدهون تعطي طاقة أكبر من تلك الموجودة في السكريات والبروتينات، فكل غرام منها يولد 9 سعرات حرارية في مقابل 4 سعرات لكل غرام من السكريات أو البروتينات. - تعتبر الدهون مصدراً للفيتامينات التي تذوب في الدهن فقط مثل الفيتامين أ، د، ي، ك، وتساعد أيضاً على امتصاص تلك الفيتامينات من قبل الأمعاء. - الدهون تزود الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية التي لا يمكن للجسم صنعها بنفسه، لذا من الضروري تأمينها من طريق الغذاء، وتتوزع هذه الأحماض في زمرتين هما: الأحماض الدهنية أوميغا-3، والأحماض الدهنية أوميغا-6، وهذه الأحماض أساسية للجسم لأنها تقوم بوظائف عدة، فهي تضمن سلامة البشرة، وتخفض مستوى الكوليسترول الضار، وتخفض أرقام ضغط الدم، وتلعب دوراً في وظائف المخ، وهي مهمة جداً للنمو العقلي والجسماني عند الأطفال. - تدخل الدهون في بناء جدران الخلية وفي أغشية الجسيمات الموجودة في قلب الخلية. - تساهم الدهون في استقلاب البروتينات والسكريات وتعزز قدرات الجسم على الاستفادة منها في شكل أكبر. - تعتبر الدهون مصدر لصنع الكثير من الهورمونات، مثل هورمونات الغدة الكظرية فوق الكلية، والهورمونات الذكرية والأنثوية، ومركبات البروستاغلاندين الشبيهة بالهورمونات، وتقوم هذه الأخيرة بأدوار حيوية على أكثر من صعيد في الجسم. - تساهم الدهون في تكوين المخازن الشحمية في الجسم، وهذه المخازن تمد الجسم بالطاقة عند الحاجة، وتعمل كمادة عازلة تحافظ على حرارة الجسم، وتشكل أيضاً وسادات ترتكن عليها الأعضاء الداخلية لتحميها من الصدمات. تبقى الدهون المهدرجة، وهي في الأصل زيوت نباتية تم رشقها بذرات الهيدروجين من أجل جعلها قاسية. وكشفت الدراسات الحديثة أن مثل هذه الدهون مضرة للجسم كما الدهون المشبعة كونها ترفع مستوى الكوليسترول السيء في الدم. في المختصر، الدهون ضرورية للجسم، ولكن يجب عدم المبالغة في استهلاكها، خصوصاً الدهون المشبعة لأنها تعرض لخطر الأمراض القلبية الوعائية. وحبذا لو كانت الطاقة الآتية من الدهون موزعة على الشكل الآتي: ثلث للأدهان المشبعة، وثلثان للأدهان غير المشبعة.