في اعتداء هو الأكثر دموية منذ مجرزة كنيسة السريان في بغداد، قتل 60 عراقياً وأصيب أكثر من 150 معظمهم من المتطوعين في صفوف الشرطة بتفجير انتحاري في تكريت. وأعلنت وزارة الداخلية ان انتحارياً استطاع التسلل وفجر نفسه وسط المتطوعين المجتمعين عند الحاجز الأمني الاول في ساحة الاحتفالات، وسط تكريت. وغطت الدماء والاشلاء البشرية مساحة كبيرة في مكان الحادث فيما تبعثرت ملابس واحذية واغراض الضحايا. وفرضت السلطات بعد الحادث إجراءات مشددة فانتشر عناصر الشرطة في مناطق متفرقة واغلقت بعض الشوارع، كما وصلت قوة اميركية الى مكان الحادث وحلقت مروحياتها في سماء المدينة. ومنعت قوات الامن كثيرين من الوصول الى مستشفى تكريت العام نظراً إلى اكتظاظه بأهالي المتطوعين واقاربهم، وخوفاً من وقوع تفجير آخر. وعقد مجلس محافظة صلاح الدين جلسة طارئة، قرر خلالها «تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المقصرين في الحادث». كما قرر اعلان الحداد ثلاثة ايام، وطالب الحكومة المركزية ب «اعتبار الشهداء من المتطوعين في ملاك الشرطة، وتجنيد الجرحى منهم». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط رفيع المستوى في الشرطة قوله ان «عدد الجرحى كبير ومستشفى تكريت لا يستطيع استيعابهم، لذا تم نقل عدد منهم الى مستشفيات خارج المحافظة»، خصوصاً الموصل وكركوك. وناشدت مساجد تكريت المواطنين التبرع بالدم لتلبية المستشفيات. ودان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بشدة» الاعتداء وقال: «في هذا المناخ المأسوي، نعبر عن تعازينا لعائلات واقارب الضحايا الذين كانت خسارتهم فادحة». وأضاف ان «فرنسا تتضامن مع العراق وتبقى اكثر من اي وقت مضى ملتزمة معه مكافحة الارهاب». في جدة، استنكر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان أمس، التفجير. وأعرب عن استيائه «لوقوع مثل هذه الأعمال الإجرامية، فيما تتواصل مسيرة التحول الديموقراطي في البلاد، بعد تشكيل الحكومة»، وناشد الشعب العراقي «التمسّك بوحدته وتضامنه». وأعرب عن خالص تعازيه «للعراق، قيادة وشعباً، خصوصاً أسر الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا الهجوم الانتحاري الآثم».