شن انتحاري سوداني هجوماً بسيارة مفخخة على «بوابة السدرة»، وهي النقطة الأمنية عند مدخل الهلال النفطي الليبي فجر أمس. ونجا عناصر الأمن من الهجوم بأعجوبة، إذ فجر الانتحاري عبوة ناسفة أدت إلى مقتله، لكنه فشل في تفجير مجموعة من القذائف كانت في السيارة. وأفاد بيان لمديرية أمن سرت، بأن الانتحاري كان يقود سيارته، وهي من طراز «ميتسوبيشي باجيرو» رباعية الدفع، قاصداً هدفاً غير معروف عندما استوقفه عناصر الأمن للاشتباه بملامحه غير الليبية وطلبوا منه التوقف إلى يمين الطريق لفحص أوراقه الثبوتية وتفتيش السيارة، فما كان منه إلا أن تقدم إلى جانب الطريق وفجر شحنة ناسفة في حوزته. وأكدت «غرفة عمليات سرت الكبرى» التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، العثور في السيارة لاحقاً على أكثر من 15 قنبلة لم تنفجر، قامت فرق الهندسة الميدانية بتفكيكها. وأفادت مصادر مديرية أمن سرت بأن «بوابة السدرة» لم تكن الهدف الأساس للتفجير، مشيرة إلى أن الانتحاري كان متجهاً إلى داخل مدينة رأس لانوف، مؤكدة عدم وقوع إصابات في صفوف عناصرها. وأثبتت التحقيقات الأولية أن الانتحاري سوداني الجنسية ويتبع تنظيم «داعش» الذي شن مسلحوه هجوماً على الميناء النفطي أوائل العام الماضي، قبل طردهم من سرت. ويشهد الميناء منذ ذلك الحين مناوشات بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التي تسيطر على «الهلال النفطي»، وارهابيين يخوضون حرباً ضد الجيش في بنغازي. وعلى رغم إحباط المخطط الأساس للهجوم، فإن الحادث أثار تساؤلات عن وجود خلايا نائمة ل «داعش» في ضواحي سرت (غرب السدرة) التي يرجح أن يكون الإرهابي أتى منها، ما يضع علامات استفهام حول دعم مستمر للتنظيمات الارهابية المناهضة لسيطرة الجيش على الهلال النفطي. على صعيد آخر، أبلغت «الحياة» مصادر في الجيش الليبي، أن القوات التي يقودها حفتر تمكنت من دخول أنحاء منطقتي سوق الحوت والصابري المتجاورتين في شمال بنغازي بعد اشتباكات مع ارهابيين كانوا يحتلونها. وأضافت المصادر أن الإعلان عن «تحرير» المنطقتين والسماح للمواطنين بدخولهما قد يتأخر قليلاً، في انتظار التأكد من انسحاب من تبقى من الارهابيين الذي يتبعون ما يسمى «مجلس شورى الثوار»، وأيضاً في انتظار نزع الألغام في المنطقة بكاملها وتنظيفها من مياه الصرف الصحي الآسنة المتراكمة بالشوارع وبعض المخلفات التي تتسبب بأمراض وأوبئة. وشوهدت شاحنات مصفحة ضخمة للجيش عليها كاسحات ألغام تستعد للتقدم في محور سوق الحوت أمس. وأفادت مصادر في الجيش بأن قوات تابعة له اقتحمت شارعي فوترينا ودرنة في وسط محور سوق الحوت، وسيطرت على منطقة «جامع ارخيص» وجواره، وهي منطقة تعتبر من أواخر معاقل المتشددين في المدينة. ويخوض الجيش عملية عسكرية ضد الارهابيين منذ عام 2014، وأدت الاشتباكات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وأحدثت دماراً كبيراً في المدينة. ويرتبط المسلحون في بنغازي بقياديين محسوبين على تنظيمي «داعش» و «القاعدة»، ويحصلون على دعم مادي من فصائل مسلحة موالية لحكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج. ويتوقع بعد الإعلان عن استكمال تحرير بنغازي، أن تتفرغ قوات الجيش الليبي لمواجهة الإسلاميين في درنة.