شنّ مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» في ليبيا، هجوماً مفاجئاً على حرس المنشآت النفطية في منطقة السدرة (وسط) ليل الخميس – الجمعة، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر الحرس وإصابة عدد منهم بجروح. كما قتل أحد المهاجمين، ويبدو أنه من جنسية أفريقية ونقلت جثته الى مستشفى في رأس لانوف المجاورة، فيما لم تحدد جنسيته على الفور. وأتى مسلحو «داعش» في قافلة سيارات من مدينة سرت كما روى شهود، وذلك بهدف السيطرة على مرفأ السدرة النفطي الذي تحرسه قوات يقودها ابراهيم الجضران. ومهدوا لهجومهم بمحاولة تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند حاجز لحرس المنشآت النفطية يعرف ب «بوابة سرت». وعلى الأثر، وقع اشتباك بين الجانبين، أدى الى صد المهاجمين وإجبارهم على الانسحاب في اتجاه سرت. وفور انتشار نبأ الهجوم، استنفر شبان في السدرة ورأس لانوف المجاورة لمساندة حرس المنشآت النفطية التابع للحكومة المعترف بها دولياً. وتحدثت مصادر في القوات التابعة لحكومة طرابلس، عن اقتراب موكب مسلّح تابع ل «داعش» من حاجز أمني لها في «بوابة بوقرين» القريبة، لكن الموكب انسحب بالتزامن مع انسحاب مسلّحي التنظيم من السدرة. يأتي ذلك في وقت شهدت مدينة بنغازي (شرق) اشتباكات تخللها تراشق عنيف بالقذائف والصواريخ، بين قوات تابعة للجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر، وم``سلّحين إسلاميين مناهضين له. في غضون ذلك، وصل فريقا الحوار الليبي الى نيويورك حيث عقدا، كل على حدة، اجتماعات تشاورية مع مندوبي وسفراء الدول الكبرى وبعثة الأممالمتحدة لعرض ملاحظاتهما على المسودة الأخيرة لاتفاق السلام ومناقشة آخر مستجدات الحوار. وأكدت مصادر الطرفين الليبيين أنه لن يكون هناك توقيع على اتفاقات أو مسودات في اجتماعات نيويورك، وسيعود فريقا الحوار الى مدينة الصخيرات المغربية لاستئناف جلسات الحوار اليوم. وأبلغت «الحياة» مصادر في المؤتمر الوطني (برلمان طرابلس)، أن قبول أو رفض المسودة الأخيرة التي عرضها مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون، سيكون من خلال جلسة تصويت للمؤتمر الذي لم يقدم الى الآن أسماء مرشحين لرئاسة حكومة تعتزم بعثة الأممالمتحدة تشكيلها بعد توقيع الاتفاق. في الوقت ذاته، اجتمع قادة ميدانيون وناشطون منضوون في إطار «المجلس الأعلى للثوار» مع خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس أمس، ونقلوا إليه مطلبهم بضرورة تشاور المؤتمر معهم قبل توقيع اتفاق برعاية الأممالمتحدة. كما تم التوافق خلال الاجتماع على أهمية إجراء حوار داخلي بين الليبيين بمعزل عن الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة، وذلك ل «قطع الطريق على المتربصين والطامحين» كما أفاد بيان صدر عن المجتمعين. وتناول الاجتماع أيضاً، تثبيت الأمن في مناطق سيطرة حكومة طرابلس واتخاذ إجراءات أمنية لتأمين الطريق الساحلي غرب العاصمة الليبية وصولاً الى الحدود التونسية، في مواجهة اختراقات يقوم بها مجرمون وقطاع طرق وتتسبّب بمعاناة للمواطنين.