حققت القوات العراقية أمس مكاسب «مهمة» وضيقت الخناق أكثر على «داعش» في الشطر الغربي للموصل، وهي تتقدم بصعوبة في اتجاه «جامع الخلافة»، فيما قتل صحافيان، فرنسي وكردي، في انفجار لغم أرضي أثناء تغطيتهما المعارك. وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى» في بيان أمس، إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت الجزء الجنوبي من حي الشفاء وسيطرت على قلعة باشطابيان الأثرية وسجن الأحداث ومرقد يحيى أبو القاسم، وعلى دائرة الصحة وكنيسة ماريا والجسر الخامس»، وأكد أنها «أدامت التماس مع حي رأس الكور في الساحل الأيمن». وبقي أمام القوات لاستكمال سيطرتها على الحي 20 في المئة. وفي معركة المدينة القديمة المجاورة، أفاد مصدر عسكري بأن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم ببطء شديد من جهة حي الفاروق غرباً باتجاه كنيسة الساعة، بعد سيطرتها على راس الجادة وخزرج، والموقف مشابه في محور الشرطة الاتحادية جنوباً في منطقة باب لكش وباب البيض». وأوضح أن «التنظيم زرع الألغام في الأزقة والطرقات الضيقة والأبنية ويعتمد على الكثافة في توجيه العربات المفخخة بواسطة الانتحاريين، وكذلك نشر وحدات القناصة، ما يجعل المعركة معقدة للغاية والقوات تحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء الأثرية». وأضاف أن «عناصر العدو يتنقلون من منزل إلى آخر عبر فتحات وأنفاق، وهذا يصعب مهام القوات الأرضية أو الجوية في عمليات الرصد والاستهداف»، واستدرك: «إلا أن الدواعش لن يكون بإمكانهم الاستمرار إلى ما لا نهاية، المسألة مجرد وقت ونحن نخوض الفصل الأخير». ويمثل الجامع قيمة رمزية كبيرة لدى التنظيم، إذ ألقى من على منبره زعيمه أبو بكر البغدادي قبل ثلاث سنوات أول خطاب معلناً «دولة الخلافة»، وتمكن منذ أواسط آذار(مايو) الماضي من إفشال محاولات «الشرطة الاتحادية» السيطرة عليه. إلى ذلك، أعلن الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان، أن «وحدات من مغاوير النخبة مسنودة بكتيبة من القناصين والطائرات المسيرة تخوض مواجهات شرسة مع الإرهابيين، من زقاق إلى آخر وبين المنازل». ولفت إلى أن «مسلحي التنظيم فخخوا المباني وأعمدة الكهرباء وشبكات الصرف الصحي». وأكدت مصادر محلية «إحباط القوات الأمنية هجوماً لمسلحي التنظيم بعد تسللهم من جهة النهر قرب حي الدندان في محاولة للسيطرة على مجمع حكومي». وفي الشطر الشرقي من المدينة الخاضع لسيطرة الجيش، أعلن العميد سعد معن، الناطق باسم وزارة الداخلية «قتل داعشي حاول الاقتراب من أحد نقاط الفوج الثالث في منطقة يارمجة جنوب شرقي أيسر الموصل». ولقي مساء أول من أمس صحافيان فرنسي وكردي مصرعهما، وأصيب صحافيان فرنسيان آخران، في انفجار لغم أرضي أثناء تغطيتهما المعارك مع القوات العراقية على أطراف المدينة القديمة. وتتزايد المخاوف على حياة المدنيين المحاصرين، وسط تقارير تتحدث عن سقوط العشرات، بعضهم ما زال تحت الأنقاض، جراء عمليات القصف المتبادل، وتعرضهم لإطلاق النار «المتعمد» من مسلحي التنظيم. وأفاد مركز «التنسيق المشترك في إقليم كردستان» بأن «النازحين والفارين من مناطق القتال في تزايد»، مشيراً إلى «عودة 30 في المئة». وقال محافظ أربيل نوزاد هادي خلال مؤتمر صحافي أن «نتائج التحقيق في تسمم مئات النازحين في مخيم الخازر أظهرت أن السبب كان تناولهم طعاماً فاسداً بسبب سوء التخزين، وأن الحادث غير متعمد». وأصدرت الحكومة المحلية في الموصل قراراً ب «عدم استقبال عائلات داعش الفارين من المدينة وترحيل الموجودين منهم». وتابعت في بيان: «سيتم إيقاف حركة النزوح من بقية أقضية نينوى إلى داخل المدينة وستبدأ عملية إعادتهم باستثناء من فقد سكنه، على أن يتم اعتماد بطاقة السكن وثيقة رسمية تؤكد إن كان المواطن من سكان الموصل أم لا».