أكد قائد ميداني عراقي نجاح قواته في استدراج العشرات من مسلحي «داعش» من محيط «جامع الخلافة» في الموصل، فيما شن التنظيم هجمات مباغتة على حي تحت سيطرة الجيش في محاولة لكسر الطوق عن آخر معاقله في المدينة. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان، أن قواته «نفذت عملية تكتيكية فجر اليوم (أمس) استدرجت خلالها عشرات الدواعش من محيط جامع النوري الكبير باتجاه منطقة الدندان المحررة ووقعوا في كماشة مُحكمة من القناصين والقصف الموجه». وأضاف: «هناك تقدم حذر في حي الشفاء شمال المدينة القديمة للوصول إلى ضفة النهر»، وأكد «قتل ألف إرهابي بينهم 27 قيادياً و214 قناصاً، فضلاً عن تدمير 865 مركبة مفخخة وإبطال 780 لغماً أرضياً، منذ انطلاق معركة الموصل». وأفاد مصدر عسكري بأن «العشرات (أكثر من مئة) من عناصر داعش تسللوا فجراً من جهة ضفة النهر إلى حي الدندان المحرر باتجاه حيي الدواسة والنبي شيت في محاولة لفك الحصار عنهم داخل البلدة القديمة، وجرت مواجهات استمرت نحو خمس ساعات استخدم فيها التنظيم العربات المفخخة والانتحاريين». وتابع أن «إرهابيين شنوا هجمات قرب المجمع الطبي في حي الشفاء، وكذلك في منطقة الشيخ فتحي عند مدخل المدينة القديمة عبر باب سنجار». وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان «القبض على إرهابيين اثنين خطرين تسللا مع النازحين من جنوب غربي الموصل إلى الجانب الأيسر للمدينة»، وأوضحت أن «الإرهابيين هما من العناصر المدربة على استخدام أسلحة متنوعة». ونقلت تقارير إعلامية محلية عن مصادر من داخل المدينة القديمة المحاصرة قولها، إن «عشرات المدنيين قتلوا، وبعضهم ما زال تحت أنقاض المباني المدمرة جراء ضربات جوية». وتأتي هذه الأنباء في وقت حذرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير أمس الجيش الأميركي من «استخدام سلاح الفوسفور الأبيض في مدينتي الموصل العراقية والرقة في سورية، لما يشكله من خطر وضرر مرعب وطويل الأمد في المدن المأهولة، أو أي منطقة أخرى مكتظة بالسكان، وعلى قوات التحالف اتخاذ كل التدابير الممكنة لتقليل الضرر». وأشارت إلى «عدم وضوح دوافع استخدامه من قبل قوات التحالف الدولي، والتي تكون إما لإرسال إشارات ووضع علامات، أو كسلاح حارق». وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «أقل من 4 كيلومترات تخوض فيها قواتنا حالياً المعارك ضد داعش، هي التي تفصلنا عن إعلان تحرير الموصل في شكل كامل»، مؤكداً أن «التنظيم الإرهابي يعمد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، إلى إيقاع أكبر تدمير ممكن بمناطق الموصل، ويقوم يومياً بارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء». في غرب الموصل، تصدت قوات «الحشد الشعبي» لهجوم شنه «داعش» في منطقة تل صفوك عند الحدود العراقية- السورية، في محاولة لفتح ثغرة للإرهابيين, ما أسفر عن تدمير عربتين وقتل من فيهما. وأعلن «الحشد» في بيان منفصل أمس، «استعادة 983 قرية و16 ناحية و8 أقضية و7 مطارات و7 قواعد ومعسكرات، في مساحة لا تقل عن 25 ألف كيلومتر مربع، والانتشار في خطوط على الحدود مع سورية. واتهم النائب حنين القدو (شبكي) «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، في بيان، «تطويع 500 فرد من الأقليات في قوات البيشمركة بهدف السيطرة على منطقة سهل نينوى، وضمها إلى إقليم كردستان للاستحواذ على خزينها النفطي الكبير». ودعا رئاسة الوزراء إلى «منعه من زج أي قوة غير تابعة للحكومة الاتحادية في منطقة سهل نينوى ومطالبة حكومة الإقليم بسحب قواتها من المناطق التي احتلتها بحجة التحرير».