أطلقت مجموعة «بيجو – سيتروان» الفرنسية أشغال البناء في مصنع السيارات السياحية في مدينة القنيطرة شمال الرباط، باستثمار قيمته 557 مليون يورو، لإنتاج 200 ألف عربة ومثلها من محركات السيارات بدءاً من عام 2019. وقال رئيس مجموعة «بي أس أيه» كارلوس تافاريس، إن «بيجو – سيتروان» تعتزم جعل المغرب قاعدتها الصناعية والإنتاجية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال إنشاء عدد من المصانع والوحدات الجديدة لتركيب السيارات». ولفت إلى أنها «تطمح إلى تسويق نحو مليون عربة سنوياً بدءاً من عام 2025، معظمها في دول الجنوب والدول النامية». وأشار إلى أن المجموعة «كانت باعت نحو 3 ملايين وحدة عام 2016، معظمها في أسواق الاتحاد الأوروبي، منها 383 ألف سيارة بيعت في المنطقة العربية». وستنتج الشركة الفرنسية نحو 90 ألف سيارة في المغرب في مرحلة أولى، وترفع إنتاجها إلى 200 ألف بعد عام 2020، وهي من نوع «بي أو سي» موجهة إلى المنطقة العربية والأفريقية. ولم تحدد بعد الطرازات التي ستُجمع في القنيطرة، لكن أوضحت أن 60 في المئة من أجزاء تلك العربات ستُصنّع محلياً». وأعلن وزير الصناعة والتجارة والاستثمار المغربي مولاي حفيظ العلمي، الذي أعطى انطلاقة الأشغال في المصنع الواقع في المنطقة الحرة «أتلانتيك فري زون» في القنيطرة، أن المشروع «سيستحدث 4500 فرصة عمل من المهندسين والتقنيين المحليين». وأفاد بأنه «من بين المشاريع المهمة في مجال تركيب قطاع السيارات في المغرب وتصنيعها». ولفت إلى أن «نسبة الإدماج ستبلغ 60 في المئة في المرحلة الأولى، وستصل إلى 80 في المئة في المراحل اللاحقة، ما يعني أن المغرب سيصبح شريكاً في تكنولوجيا صناعة السيارات في العالم». وكشف العلمي أن الخطة الصناعية «تشمل عدداً من المناطق، وستتخصص كل جهة في مجال معين من الصناعة، التي يراهن عليها المغرب لتطوير اقتصاده وتوفير مزيد من فرص العمل، وتحسين تنافسية الصادرات بإحداث نصف مليون وظيفة جديدة وعائدات من التصدير الصناعي تتراوح بين 25 بليون دولار سنوياً و30 بليوناً في النصف الأول من العقد المقبل». وقُدرت مبيعات السيارات المغربية في الأسواق الخارجية بنحو 6 بلايين دولار العام الماضي، ويُتوقع أن تبلغ 12 بليون دولار عام 2020. واعتبر العلمي أن المغرب «انتقل من مرحلة تركيب - تجميع السيارات إلى مرحلة التصنيع، وهي خطوات كبيرة قُطعت وتحتاج إلى مزيد من الجهود والعمل والتزام العهود». وأكد أن «خطة التصنيع تحظى برعاية الملك محمد السادس وعنايته واهتمامه». وتتطلع الرباط إلى إنتاج مليون سيارة سنوياً في السنوات الأربع المقبلة. وكان مصنع «رينو» أنتج 420 ألف عربة العام الماضي، في مصانع المجموعة في طنجة والدار البيضاء، وباتت «رينو» تنتج واحدة من ثمانية من سياراتها في المغرب. وأوضح مدير «رينو» في المغرب مارك ناصيف (فرنسي لبناني)، أن مصانع طنجة «أنتجت مليون سيارة منذ انطلاقها عام 2012، وبلغ الإنتاج نحو 340 ألف عربة من الطرازات والأحجام المتنوعة العام الماضي». ورأى أن حجم الإنتاج هذه السنة «يتوقف على دينامية السوق والطلب الخارجي»، مشيراً إلى أن السيارة المصنعة في المغرب «تُباع في نحو 70 دولة عبر العالم». ويستفيد المغرب من قواعد المنشأ والاتفاقات التجارية الحرة لتسويق سياراته في عدد من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، ما يجعله ضمن 30 دولة الأكثر تصنيعاً للسيارات في العالم. ووفّر مصنع «رينو» مئة ألف وظيفة منذ إنشائه برأسمال فرنسي - مغربي مشترك بقيمة 1.5 بليون يورو. وأكد حفيظ العلمي «تجاوز التوقعات التي وُضعت في المجال الصناعي قبل سنوات»، كاشفاً عن «طلب متزايد على الاستثمار والإنتاج في المغرب من شركات كبيرة عاملة في قطاع السيارات والطائرات والحواسيب وتكنولوجيا الاتصال، منها مجموعة «هايتي» الصينية التي تعتزم إنشاء مدينة صناعية في طنجة بكلفة 10 بلايين دولار. إلى ذلك، أفادت الجمعية المغربية لاستيراد السيارات (إيفام)، بأن حجم المبيعات «ارتفع 14.5 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، ليبلغ 51 ألف سيارة جديدة». وتوقعت أن «تبلغ السيارات المُباعة في السوق المغربية نحو 260 ألفاً بحلول عام 2021 من كل الطرازات، بينها أنواع فاخرة تتجاوز قيمتها مليون درهم (110 آلاف دولار)».