ارتفعت مبيعات السيارات الجديدة في المغرب خلال الثلث الأول من العام الحالي 17 في المئة إلى 48 ألف وحدة مقارنة بالعام الماضي، في تحسّن مضطرد لسوق السيارات التي باتت من الأكثر ديناميكية في الاقتصاد المحلي بصادرات يتوقع أن تزيد على 60 بليون درهم (6 بلايين دولار) نهاية العام الحالي. وأفاد مشرفون على «المعرض الدولي للسيارات» في نسخته العاشرة، الذي يقام حالياً في الدار البيضاء، بأن إجمالي مبيعات السيارات الشخصية قد يتجاوز 150 ألف وحدة نهاية العام الحالي، بفضل طرح طرز جديدة. ويُتوقع ارتفاع مبيعات «فورد» الأميركية 38 في المئة، و «رينو» الفرنسية 30 في المئة، و «هيونداي» الكورية 27 في المئة، و «بيجو» و «سيتروان» و «فيات» 21 في المئة لكل منها، مع عودة قوية ل «فولكسفاغن» التي تضرّرت مبيعاتها العام الماضي بسبب فضيحة الغش في احتساب انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون. ويُنتج المغرب سنوياً نحو 350 ألف سيارة من طرز «داسيا» في مصانع طنجة وصوماكا في الدار البيضاء، يصدر 90 في المئة منها. وتمثل السيارات المصنعة محلياً أقل من ربع السوق المغربية، على رغم انخفاض أسعارها مقارنة بالسيارات المستوردة. ويتطلع المغرب إلى تصنيع نحو مليون سيارة سنوياً مطلع العقد المقبل، مع دخول طرز جديدة من «بيجو» و «فورد» و «فولكسفاغن» يجري التفاوض حولها. وقال موزعون في المعرض إن «السيارات المتوسطة الحجم والرباعية الدفع تبقى الأكثر طلباً في السوق المغربية وتراوح أسعارها بين 200 و300 ألف درهم، فيما يفضل الأثرياء شراء سيارات مرسديس وبورش ومازيراتي وجاغوار، التي تصل أسعار بعضها إلى مليوني درهم». وعلى عكس السنوات والعقود الماضية، لم يعد يُنظر إلى السيارة على أنها وسيلة نقل، بل عنوان تميز اجتماعي وثقافي، ما يفسر الإقبال على السيارات الفارهة التي تقاس مبيعاتها بالعشرات وليس بالآلاف. وكانت تصريحات نسبت إلى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران حول تفضيله سيارة «مرسديس» على «داسيا» المصنعة محلياً، أثارت ضجة إعلامية وسياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر مواطنون أن على الحكومة الدفاع عن السيارات المصنعة محلياً، وليس تحقيرها والتقليل من قيمتها، ما يؤثر سلباً في تسويقها. وردّ كيران بالقول: «كيف لي أن اقبل لوزرائي أن يركبوا داسيا في وقت يركب رجال الأعمال سيارات فارهة مستوردة وغالية الثمن وتعكس تفوقاً اجتماعياً واقتصادياً، فللوزير مسؤولية سياسية ومكانة اجتماعية يجب الحفاظ عليها». وفُسّر التعليق بأن السيارات المصنعة محلياً موجهة للفئات المحدودة الدخل، وليست تمييزاً اجتماعياً. وتقدر أسعار تلك السيارات بين 110 و190 ألف درهم، يسوّق منها نحو 40 ألفاً سنوياً، خصوصاً في صفوف موظفي القطاع العام وصغار التجار. وردت «داسيا»على تصريحات كيران بطرح صورة قديمة له حين كان يقود سيارة شعبية. وقال رئيس «الجمعية المغربية لاستيراد السيارات» (أيفام) محمد أغديرة لحلو إن «نسبة تملك العربات الخاصة في المغرب تبقى ضعيفة على رغم تطور المبيعات في السنوات الماضية، ودخول البلد نادي الدول المجمعة للسيارات الخفيفة». وكشف أن «النسبة تبلغ نحو 65 عربة لكل ألف شخص، وهي ضعيفة مقارنة بدول عربية في المنطقة حيث تصل النسبة إلى 140 عربة لكل ألف شخص، في حين تصل في جنوب أفريقيا إلى 200 عربة لكل ألف شخص». وقد ينفق المغاربة نحو 37 بليون درهم لشراء السيارات والدراجات خلال العام الحالي، تختلف قيمتها وفق الفئة الاجتماعية، إذ ترتفع لتفوق 100 ألف دولار وتنخفض إلى 10 آلاف دولار. وأدّت مشتريات السيارات التي تساهم فيها المصارف التجارية بنحو 60 في المئة، إلى تحديث الأسطول الذي يتألف من 3 ملايين عربة تتزاحم في 5 مدن، أبرزها الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وفاس.