اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الجمعة) بخضوعه شخصياً للتحقيق في إطار تحقيقات آخذة في الاتساع في تدخل روسي مزعوم في السباق الرئاسي العام الماضي وتواطؤ محتمل من حملته في ذلك وهو تحقيق ألقى بظلاله على أشهر الخمسة في الرئاسة. وكتب ترامب على «تويتر»: «أخضع للتحقيق لإقالتي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) من الرجل الذي طلب مني إقالة مدير المكتب! مطاردة ساحرات». ولم يحدد ترامب من كان يقصد في تصريحه، لكنه كان يشير في ما يبدو إلى نائب وزير العدل رود روزنستاين. وعيّن روزنستاين في 17 أيار (مايو) روبرت مولر مستشاراً خاصاً لقيادة التحقيق في ملف روسيا. وكتب روزنستاين أيضاً خطاباً في أيار (مايو) إلى ترامب ينتقد فيه أداء مدير «مكتب التحقيقات الاتحادي» جيمس كومي. وقالت إدارة ترامب في البداية إن الخطاب كان سبب إقالة الرئيس لكومي في التاسع من أيار، لكن ترامب قال في ما بعد إنه أقاله بسبب «المسألة الروسية». وكان كومي قال أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن ترامب أقاله لتقويض تحقيق «مكتب التحقيقات الاتحادي» في شأن روسيا. وقال كومي في شهادته أيضاً أن ترامب وجهه لإسقاط تحقيق المكتب في شأن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. وأمس، قال مصدر مطلع على تحقيق مولر طلب عدم ذكر اسمه، إنه يبحث في ما إذا كان ترامب أو آخرون حاولوا عرقلة التحقيق الروسي. وفي تطور آخر ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أفراداً من فريق ترامب الانتقالي، الذين خدموا معه بعد فوزه بالانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى توليه منصبه في كانون الثاني (يناير)، تلقوا أوامر بالاحتفاظ بمواد متعلقة بالملف الروسي. وقالت الصحيفة نقلاً عن مذكرة من مكتب المستشار العام لفريق ترامب الانتقالي، إن أعضاء الفريق تلقوا أوامر أمس بالاحتفاظ بأي معلومات متعلقة بروسيا أو أوكرانيا في أحدث علامة على اتساع نطاق التحقيق. وذكرت شبكة «إي بي سي نيوز» التلفزيونية اليوم نقلاً عن مصادر لم تنشر أسماءها، أن روزنستاين أقر في أحاديث خاصة بأنه ربما يتنحى عن القضايا المرتبطة بالتحقيق في شأن روسيا في ضوء حقيقة أنه قد يصبح شاهداً في التحقيق. وذكرت الشبكة أن روزنستاين أبلغ مساعدة وزير العدل ريتشيل براند بأنها سيكون لها سلطة على التحقيق إذا تنحى. لكن روزنستاين قال لنواب أميركيين إنه لن يفصل مولر إلا لسبب وجيه. وخلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن موسكو تدخلت في حملة انتخابات الرئاسة العام الماضي لمحاولة جعل التصويت يسير في صالح ترامب. ونفت موسكو أي تدخل. ونفى البيت الأبيض أي تواطؤ. * لا أدلة واصل ترامب، الذي كلف محامياً الشهر الماضي بمتابعة التحقيقات التي يجريها المستشار الخاص ولجان الكونغرس، انتقاداته للتحقيقات في سلسلة من التغريدات اليوم. وقال في تغريدة «بعد سبعة أشهر من التحقيقات وجلسات الاستماع في شأن، تواطئي مع الروس، لم يتمكن أحد من تقديم أي دليل. أمر محزن». وقال مكتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أمس، إنه كلف محامياً معروفاً بالدفاع عن مسؤولي الحكومة في القضايا الكبرى بمعاونته في التحقيقات حول ما إذا كانت هناك صلة ربطت بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا. وقال ناطق باسم بنس إنه استعان بريتشارد كولن رئيس شركة «مكواير وودز» القانونية لمساعدته في الرد على أسئلة المستشار الخاص مولر.