أوضح عضو الأكاديمية الأميركية للطب الشرعي - الأدلة الرقمية الدكتور عبدالرزاق المرجان، أن قناة الجزيرة عرضت دراسة أميركية ل «معهد بروكينغز» حول الدول التي تصدر عنها تغريدات تدعم تنظيم الدولة. وذكرت القناة أن الدراسة تمت على 20 ألف تغريدة عشوائياً. وتم عرض جزء من الدراسة والتي تحمل اسم The ISIS Twitter Census Defining and describing the population of ISIS supporters on Twitter المنشورة في آذار (مارس) 2015 على قناة الجزيرة قبل أيام بطريقة مضللة وانتقائية. وأكد المرجان في تصريح خاص ل«الحياة» أن التقرير الذي تم اجتزازه وعرضه بطريقة مضللة هو أحد منتجات قناة الجزيرة لمحاولة ربط السعودية بالإرهاب، والدفاع عن قطر الداعمة للإرهاب، وتضليل الرأي العام المحلي والخليجي والعربي. وكان اهتمام القناة الاجابة عن سؤال: «من أين يغرد مؤيدو تنظيم الدولة؟ في تغريدة تم نشرها على حساب قناة الجزيرة بمحتوى «دول خليجية في صدارة القائمة وقطر خارجها، شاهد من أين يغرد مؤيدو #تنظيم_الدولة؟». وأوضحت قناة الجزيرة بعد عرضها لخمس دول من 11 دولة وإخفائها لست دول ذكرها التقرير أن السعودية جاءت في المقدمة في عدد التغريدات بعدد 688 تغريدة، وتقرير قناة الجزيرة لم يجب على السؤال الذي قال إنها «دول» خليجية وليست «دولة» خليجية، الجواب لأن التقرير يهدف لتشويه سمعة السعودية فقط، مع العلم أن الدولة السادسة خليجية، ولكن التقرير اكتفى بعرض خمس دول وهي المملكة ومصر والعراق وسورية وأميركا. ولتعود قناة «الجزيرة» على عدم الدقة في نقل المعلومة والافتراء، تم نقل المعلومة خطأ من التقرير الأساسي، إذ إن المعلومة الصحيحة هي 866 تغريدة، وليست 688 تغريدة كما ذكرت القناة، واخفت القناة معلومة مهمة في التقرير، ما يؤكد سوء النية ومحاولتها تضليل الرأي العام، وهي أن مصادر هذه الحسابات المتعاطفة كانت محددة من أصحاب الحسابات وليست من تطبيق تويتر، أي أنها غير دقيقة وغير موثوقة. هذه الإجابة المجتزة من التقرير الأساسي عبارة عن نتيجة عينة من حسابات تويترية متعاطفة مع داعش لمعرفة مصدر هذه الحسابات المحدد من اصحاب الحسابات التويترية المتعاطفة مع داعش، كما يعلم الجميع يوجد بتطبيق تويتر خانة اختيارية تسمح للمستخدم باختيار موقع (الدولة أو المدينة) عند انشاء الحساب، ولا توجد آلية لتدقيق صحة الموقع في تطبيق تويتر، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها لعدم صدقية المعلومة وعدم وجود آلية لتدقيقها. على سبيل المثال يحق لسوري في سورية أن يختار السعودية كموقع أو مصدر لحسابه، وكذلك يمكن للمستخدم السعودي في السعودية اختيار موقعه في أميركا على صفحة تويتر، وذكر التقرير الأساسي هذه المعلومة، وقال إن المواقع الموجودة على حسابات مؤيدي داعش تم تحديدها واختيارها من اصحابها. أما رأيي الفني لمعهد بروكينغز فإن هذه الدراسة التي تعتمد على تحديد الموقع بناء على المستخدم والمتعلقة بقضايا الإرهاب غير صحيحة وغير دقيقة لاستنادها إلى معلومات غير موثوقة، ما يقدم نتائج مضللة، حتى وإن ذكرت الدراسة أن العينة التي تم اختيار الحسابات التويترية المتعاطفة مع داعش تم تحديد الموقع من اصحابها لأسباب متعددة من أهمها الآتي: - الهدف الرئيس من ربط الحسابات الداعشية بالمملكة لتأليب الرأي العام الدولي عليها. - محاولة ايهام العالم أن الدين الاسلامي في المملكة وبيئتها حاضنة للفكر الداعشي. - أن الغالبية العظمى من المتعاطفين مع داعش ينشئون حسابات وهمية من خارج المملكة ويختارون السعودية كموقع لهم لربط السعودية بالإرهاب وهي كما فعلت القناة لتضليل الرأي العام. وكذلك رصد 25 في المئة من الحسابات التي شاركت كانت وهمية، وتحدد السعودية كموقع لهذه الحسابات، على سبيل المثال: إنشاء حسابين وهميين باسمين مختلفين وزي سعودي تابعين ل «أحمد العتين» و«سالم الصلاح» واختيار موقع الحسابين «السعودية». استخدام الإرهابيين طرقاً لاخفاء مواقعهم لعدم تتبعهم من السلطات. واستطعنا جمع أكثر من مليون تغريدة متطرفة لعام 2016، وبفحص هذه التغريدات ثبت أن النسبة الكبرى من إحدى الدول العربية ووصلت النسبة أكثر من 65 في المئة. وعند الرجوع لتقرير الشفافية لتويتر الخاص بتنفيذ طلبات الحكومات بتقديم معلومات عن الحسابات المطلوبة لعام 2016، نجد أن هناك انخفاضاً كبيراً في عدد الطلبات المقدمة من الحكومة السعودية للفترة الثانية لعام 2016، فسجلت 45 طلباً ل 58 حساباً وهو ما يعكس الصورة الحقيقية والمشرفة للسلطات السعودية في مكافحة الإرهاب، ونفذت تويتر 78 في المئة من عدد الطلبات، وهناك انخفاض كبير مقارنة بالفترة ذاتها لعام 2015، إذ سجل عدد طلبات 113 ل167 حساباً مع استجابة تويتر بتنفيذ 85 في المئة من نسبة الطلبات، وهي أعلى نسب تنفيذ طلبات للمملكة، وهذا دليل آخر على ان هناك قلة لا تذكر من المتعاطفين مع داعش وهم شواذ لدولة يوجد بها 11 مليون مشترك في تويتر.