واصل الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس زيارته الرسمية للبنان لليوم الثاني على التوالي، وزار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مؤكداً أن الأخير «يتميز بقيادته وشجاعته وقراراته لمصلحة لبنان». وأوضح «أننا نتطلع إلى كيفية فتح طرق جديدة لتعزيز التعاون بين قبرصولبنان، ونرى ما هي التحديات المشتركة وتأمين أجوبة للمشكلات التي تواجهنا لازدهار شعبينا». وناقش وبري «الوضع في سورية والمأساة الإنسانية فيها». وأوضح بري «أننا ركزنا على موضوع النفط والمنطقة الإقتصادية في البحر والثروة النفطية وما تحاول إسرائيل أن تنتزعه سواء منّا أم من الإخوة في قبرص، واتفقنا على أن يكون هذا الموقف موحداً وأن نسعى لنعمل سوية وتبقى علاقاتنا دائماً فوق كل المصالح». وكان أنستاسيادس زار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وجرى البحث في الأوضاع العامة وتعزيز العلاقات بين البلدين. ووضع أنستاسيادس والوفد الرسمي المرافق اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في قلب بيروت في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف ووزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، قبل أن يلتقي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي. ثم زار مساء رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أقام سحوراً على شرفه. وكان أنستاسيادس زار البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي. باسيل يلتقي نظيره القبرصي واجتمع الوزراء اللبنانيون مع نظرائهم القبارصة. وأكد وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقائه نظيره القبرصي يوانس كاسوليديس «التزام لبنان القوي تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته»، مثنياً على «دعم الجيش من خلال تأمين الذخائر الضرورية في نضالنا ضد الإرهاب وتفهمكم وإدراككم لوضع لبنان الإقتصادي المتأزم بسبب الوجود الكبير للنازحين السوريين». واعتبر أنه «طالما أن المجموعات التكفيرية ناشطة في المنطقة، فالأقليات مرغمة على النزوح، ولا لبنان ولا دول الجوار، لا سيما قبرص، محصنة ضد محاولات زعزعة الاستقرار». وأكد أن «دعم قبرصلبنان، وفي شكل خاص في إطار الاتحاد الأوروبي ضروري لجهة الاعتماد عليكم في نقل مخاوفنا وحاجاتنا، ونحن على ثقة بأن قبرص إلى جانب دول أخرى في الاتحاد، يمكن أن تساعدنا في نقاشاتنا مع السلطات التجارية في الاتحاد الأوروبي لتعزيز التبادلات بين لبنان وأوروبا، ونعتقد أن وضع لبنان الخاص يستلزم تعديل بعض الإجراءات الصارمة التي يخضع لها لبنان ضمن الاتحاد الأوروبي». وأعرب «عن استعداد لبنان لزيادة مستوى التعاون لإطلاق الحوار في قطاع الطاقة». وجدد تأكيد «ضرورة الأخذ في الاعتبار الحل العادل للمسألة المتعلقة بعودة الموارنة القبارصة إلى قراهم». وقال كاسوليديس إنه «لا يمكننا أن نقف ونتفرج على لبنان الذي يرزح تحت تهديد الإرهاب من دون أن نتحرك. ونتفهم حاجات لبنان والأعباء الملقاة على كاهله جراء استضافته أعداداً كبيرة من النازحين إضافة إلى اللاجئين الموجودين في لبنان». وشدد على «أننا سنعمل سوية في الجانب التقني لإتمام التبادل التجاري بين لبنان والاتحاد الأوروبي ورفع الضرائب والإجراءات البيروقراطية التي تعيق هذا التبادل، كما سنعمل في المنطقة الاقتصادية الخالصة وفق اتفاقية قانون البحار». وعما إذا كان الوزيران اتفقا على إعادة النظر في الاتفاق في شأن النفط والغاز، قال باسيل: «هذا الاتفاق يأتي ضمن حل يعالج عملياً كل المشكلات الموجودة على حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة وهناك إشكالات متعددة مع الدول المجاورة لنا بحرياً ونفطياً، ونتصرف وفق القانون الدولي ونتعاطى عبر الأممالمتحدة وفق الأعراف والأصول الديبلوماسية لمعالجة أي أمر». واعتبر أن «هناك موضوعاً مهماً آخر يمكن أن تستفيد منه البلدان وهو تقاسم الثروات في الحقول المشتركة بيننا». وأكد كاسوليديس أن بلاده «لا تعترض على أي موضوع متعلق بحقوق لبنان السيادية، ومستعدون لتقديم كل مساعدة ممكنة». مسؤول في العمل الخارجي الأوروبي: إقرار قانون انتخاب يسمح بمشاريع يموّلها «الاتحاد» بحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المدير التنفيذي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى السلك الخارجي الأوروبي نيكولاس ويستكوت التطورات في لبنان والمنطقة في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن. وزار ويستكوت وزير الخارجية جبران باسيل، وقال: «ناقشنا المواضيع المشتركة بين لبنان والاتحاد الأوروبي والعلاقات الثنائية بين الجانبين وركزنا على النقاشات الجارية حالياً من أجل الخروج بقانون انتخابي». ونقل عن باسيل «ثقته بالتوصل إلى إقرار القانون في الوقت القريب ما سيتيح المجال أمام إقرار إصلاحات في مجالات عدة لإقامة مشاريع بتمويل من الاتحاد الأوروبي». وزاد: «ناقشنا مسألة تسريع الحل للأزمة السورية، ما يُسهل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم ونتطلع إلى الاجتماع المقبل حول اتفاقية الشراكة التجارية بين لبنان والاتحاد الاوروبي، استتباعاً لمؤتمر بروكسيل إذ يمكن للاتحاد الإوروبي تقديم المزيد للبنان لمساعدته في هذه الظروف الصعبة». مساعدات بريطانية للجيش وفي السياق، بحث قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون مع كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الفريق بيكيت طوماس، وفي حضور السفير لدى لبنان هوغو شورتر والملحق العسكري المقدم كريس غانينغ، برنامج المساعدات البريطانية المقدمة للجيش اللبناني، خصوصاً في مجال ضبط الحدود البرية. والتقى عون الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ. كما التقى الملحق العسكري الإسباني العقيد فاندو لوبيز باردو ريكاردو، في زيارة وداعية.