أثار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال زيارته الرسمية لنيقوسيا مع المسؤولين القبارصة ما اعتبره «المعركة المشتركة بين لبنانوقبرص لمكافحة الإرهاب، والتي نقوم بها عبر وجود قبرص في الاتحاد الأوروبي، وتشجيعها كلّ المبادرات الأوروبية لمساعدة لبنان، وعبر الحرب التي يقوم بها لبنان بقواه المسلّحة ضدّ الإرهاب، والتي نعتبر أنّه يدافع خلالها عن لبنانوقبرص وأوروبا». والتقى باسيل رئيس الجمهورية نيكوس أنستاسياديس. وأوضح بيان صادر عن القصر الرئاسي أن البحث خلال الاجتماع تركّز على «إعادة تأكيد العلاقات المميزة بين البلدين في كل المجالات وتطرّق النقاش إلى مسائل المنطقة لا سيما تلك المتعلّقة بمكافحة الإرهاب الدولي». وأثار الرئيس القبرصي «المشكلة القبرصية وما يتعلّق بالاستفزازات التركية الحاصلة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص، فيما عرض باسيل الوضع السياسي في لبنان». ثم التقى باسيل وزير الخارجية يوانيس كاثوليديس. وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً شدد خلاله باسيل على ان «خطر الإرهاب الذي يواجه البلدين وجودي لبلدين متشابهين في الجغرافيا والتكوين. وهما بوّابتان لنقل الثقافات والحضارات، لا المسلّحين الإرهابيين الذين ينتقلون من أوروبا الى المنطقة». ورأى ان «هذا مصير مشترك يتطلّب تعاوناً أكثر وعملاً مشتركاً أكثر شاهدنا بداياته بمساعدة مشكورة من جانب قبرص للجيش اللبناني، ونشهد بدايات مساعدة أوروبية». وتوقف باسيل عند الموارد النفطية التي يتمتع بها لبنانوقبرص و«معرّضة للاعتداء». وقال: «نحن مصمّمون مع الجانب القبرصي على التعاون لحلّ المشاكل الحدودية، ومشاكل الموارد القائمة في ما بيننا، وبالتعاون البنّاء يسهل تخطّيها»، مؤكداً «سيادة الدول لحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة»، مديناً «كل الانتهاكات والاستفزازات التي يتعرّض لها البلدان». وعرض مسألة النزوح السوري في لبنان وخطة الحكومة لخفض عدد النازحين. وأوضح كاثوليديس ان البحث تركز على «تداعيات التطوّرات الحاصلة في سورية والعراق على لبنان». ورأى ان لبنان «يحتاج الى دعم أكبر من المجتمع الدولي لكي يتمكّن من التصدّي للأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية». وقال انه ابلغ باسيل «الخطوات التي تقوم بها قبرص لدعم الجيش اللبناني، ومساعدة لبنان في تحمّل أعباء النزوح السوري. فضلاً عن التحضير لمبادرات قبرصية داعمة للبنان في إطار الاتحاد الأوروبي». وجدّد تأكيد التزام قبرص الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته. وقال ان هناك «قناعة مشتركة بين قبرصولبنان بأنّ اكتشاف الغاز والنفط، يمكن ويجب أن يكون أداة للسلام والاستقرار في المنطقة». وعبّر عن استعداد بلاده «مساعدة لبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز»، متطرّقاً الى «رفع متطلّبات تأشيرة الدخول الى قبرص». كما شدّد على «رغبة قبرص في الترويج لمسألة حماية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، ومن ضمنها المسيحيون المهدّد وجودهم في بعض الدول مثل العراق».