أعلن الجيش اليمني أمس سيطرته على بلدة عزان، أهم معقل لتنظيم «القاعدة» في محافظة شبوة، مؤكداً مقتل عدد آخر من قادة التنظيم الأجانب والمحليين، واستمرار حملته العسكرية الواسعة التي كان بدأها قبل 10 أيام على أكثر من جبهة. وشددت السلطات في صنعاء من إجراءات الحماية الأمنية في ظل تصاعد المخاوف من هجمات انتقامية للتنظيم، خصوصاً بعدما أعلنت واشنطن إغلاق سفارتها في صنعاء حتى إشعار آخر، وبعد تحذير لندن لرعاياها من السفر إلى اليمن. وقالت مصادر عسكرية يمنية «إن وحدات الجيش والأمن دخلت (أمس) إلى مدينة عزان بعد فرار مسلحي القاعدة منها»، في حين شوهد وزير الدفاع محمد ناصر أحمد ورئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي، ومعهما عدد من القادة العسكريين، يتفقدان منشآت حكومية ويتجولان في البلدة التي تعد أهم معقل للتنظيم في محافظة شبوة. وأكدت المصادر «أن الحملة العسكرية ما زالت مستمرة في تمشيط ضواحي مدينة عزان والحوطة ومديرية المحفد وعدد من القرى في محافظتي أبين وشبوة، وكذا ملاحقة العناصر الإرهابيين الفارين». وأعلنت وزارة الدفاع مقتل عدد من قادة التنظيم المحليين والأجانب في اليومين الأخيرين من بينهم «أبو مصعب الكويتي» و «أبو الوليد الحميقاني» و «أبو أيوب الجزائري» والنخعي المكنى ب «ميكاسا» و «أبو دجانة» و «خالد العديني». وقالت إن الأخير «ضالع في جرائم عدة من بينها الاعتداء على عدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين». في موازاة ذلك، شددت أمس أجهزة الأمن في صنعاء إجراءات الحماية حول المنشآت المهمة، وكثفت من تحرياتها خوفاً من هجمات انتقامية محتملة للتنظيم، رداً على مهاجمة الجيش لمعاقله في جنوب البلاد وقتل عدد من قادته المحليين والأجانب. وقالت وزارة الداخلية إنها أوقفت أول من أمس خمسة مسلحين في صنعاء ينتمون إلى التنظيم في عمليات أمنية متفرقة. وتزامنت إجراءات السلطات اليمنية مع إعلان واشنطن إغلاق سفارتها في صنعاء أمام الجمهور حتى إشعار آخر، ومع تحذيرات لندن لرعاياها من السفر إلى اليمن، وذلك في سياق القلق الذي ينتاب العواصم الغربية إزاء إمكان شن التنظيم هجمات على مصالحها في اليمن. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي في بيان: «نواصل تقويم الوضع الأمني كل يوم وسنعيد فتح السفارة للجمهور، فور التأكد من أنه أصبح ملائماً». وأضافت إن «الهجمات الأخيرة على أهداف غربية والمعلومات التي وصلت إلينا جعلتنا قلقين بشكل كاف لاتخاذ هذه الخطوة الاحترازية».