أكدت مصادر عسكرية مطلعة ل"الوطن"، أن ثمة توجيهات رئاسية مشددة بتطهير كافة بؤر تنظيم القاعدة في مثلت أبين – شبوة مأرب، متداخلة الحدود وتحقيق الحسم العسكري، مشيرة إلى أن تعزيزات عسكرية ستصل خلال الأيام القليلة القادمة لدعم الوحدات العسكرية المكلفة بضرب مناطق تمركز مسلحي التنظيم. وكشفت المصادر عن مصرع ما يقدر ب20 من مقاتلي القاعدة الأجانب منذ تدشين الجيش العمليات العسكرية الموسعة في مناطق تمركز مقاتلي القاعدة بشبوة وأبين، مشيرة إلى أن معظم القتلى من التنظيم يحملون الجنسيات الأفريقية، خاصة الصومالية الى جانب مقاتلين يحملون الجنسية السعودية وعدد محدود من الشيشانيين والأوزبكيين. ولفتت المصادر إلى أن الضربات الجوية المستهدفة مناطق تمركز مقاتلي القاعدة هي الأكثر تأثيراً، مؤكدة أن عمليات مسح جوي وتعقب تتم حاليا للكشف عن مكان وجود قيادات بارزة في تنظيم القاعدة في اليمن، تمهيدا لاستهدافها بضربات جوية مماثلة لتلك التي أودت بحياة الرجل الثاني في التنظيم، السعودي سعيد الشهري. وبدأت بوادر النصر في المعارك التي يخوضها الجيش اليمني في الظهور أمس، بعد أن تمكنت قوات الجيش، المدعومة بمقاتلي اللجان الشعبية من الدخول إلى مركز مديرية المحفد بمحافظة أبين، جنوب البلاد، والتي كانت تعد أهم معاقل تنظيم القاعدة منذ مدة. وأكدت مصادر عسكرية أن عناصر تنظيم القاعدة قامت بتفجير المجمع الحكومي بالمحفد قبل فرار من تبقى منهم على قيد الحياة إلى أماكن مجهولة، فيما تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من اعتقال عدد من العناصر الفارة. وعدت المصادر أن منطقة "المحفد" بأبين تمثل أحد أبرز مناطق تمركز مقاتلي القاعدة في البلاد، وأنها تعد المعقل الرئيس الذي يعتقد أن قيادات ما يسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" لجأت إليها عقب استعادة الجيش السيطرة على المناطق التي استحوذ عليها التنظيم قبل ما يقدر بثلاث سنوات. من جانب آخر، أبطل الجيش عبر فريق هندسي تابع له حقل ألغام قامت بزراعته عناصر القاعدة، في محافظة شبوة المجاورة لأبين، وأوضحت مصادر عسكرية أن القاعدة زرعت حقل الألغام لإعاقة تقدم الجيش والأمن خلال حملة الجيش على معاقل التنظيم في المناطق المذكورة. ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الفريق الهندسي أبطل مفعول حقل الألغام في مفرق الصعيد ومنطقة الضلعة بالمحافظة، وذلك في محاولة من عناصر القاعدة لمنع تقدم الجيش في المنطقة. وكانت قوات مكثفة من الجيش قد واصلت فرض حصار مشدد على منطقة ريدة بشبوة عقب لجوء مقاتلين من تنظيم القاعدة إلى المحافظة بالتزامن مع تصاعد حدة المواجهات المسلحة بين مقاتلي التنظيم ووحدات من الجيش في منطقة عزان، التي سبق للجيش تحريرها من قبضة القاعدة بعد سقوطها قبل ثلاث سنوات وإعلانها إمارة للتنظيم في جنوب البلاد.