خسر تنظيم القاعدة آخر معاقله الهامة في منطقة عزان بمحافظة شبوة، جنوبي اليمن، تحت ضربات الجيش الذي أدار معارك شرسة لمدة تقترب من أسبوعين؛ لطرد عناصر التنظيم من المواقع كافة، التي ظل التنظيم يسيطر عليها منذ سنوات، وقد استقبل أفراد الجيش استقبالا حافلا من قبل المواطنين. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش والأمن دخلت مدينة عزان صباح أمس، وسط ابتهاج المواطنين، وذلك بعد يوم من تطهير منطقتي جول ريدة وميفعة في شبوة ومنطقة المحفد في أبين، المجاورة لشبوة. وقال مصدر محلي إن القوات العسكرية دخلت منطقة عزان على رأسها وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، ترافقها ثلاث مروحيات بعد أن غادرها مسلحو القاعدة إلى أماكن مختلفة بعد أن تركوا ما بحوزتهم من سلاح ومعدات، وأكدت مصادر عسكرية مصرع قياديين بارزين في التنظيم بمحافظة شبوة هما: أبومصعب الكويتي وأبو الوليد الحميقاني. وأشارت المصادر إلى أنه تم العثور في مخابئ تم دهمها في منطقة عزان على أقراص مدمجة تحوي معلومات ومخططات لخلايا إرهابية كانت تستعد للقيام بعمليات إرهابية بمحافظات عدة، كما تم العثور في مديرية المحفد على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والأحزمة الناسفة وأجهزة التحكم والاتصالات والوثائق المهمة في منزل أحد أعضاء التنظيم. وأشارت إلى أن رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية تمكنوا من ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات والأحزمة الناسفة، إضافة إلى مواد مختلفة وأسلاك تستخدم في عمليات تفجير العبوات والقنابل الموقوتة وقوالب لصنع المواد المتفجرة التي تستخدمها عناصر القاعدة في تنفيذ عملياتها ضد المواطنين ومنتسبي القوات المسلحة والأمن. وكشفت المصادر أن عناصر القاعدة كانت تستخدم ألواح الطاقة الشمسية لضمان استمرارية إعدادهم للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، إضافة إلى احتفاظ أعضاء التنظيم بأرقام للسيارات التي يتم استخدامها في العمليات الإرهابية التي يقومون باستخدامها. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أكد أن الأجهزة الأمنية في صنعاء ضبطت خمسة عناصر تابعة للقاعدة، مشيرا إلى رصد وتتبع تلك العناصر وإلقاء القبض عليهم في أماكن متعددة من العاصمة وبحوزتهم أسلحة وذخائر ومعدات تستخدم في العمليات الإرهابية التي ينفذونها. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، أن الولاياتالمتحدة علقت عمليات سفارتها في صنعاء باليمن أمام الجمهور؛ بسبب الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في البلاد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "جين ساكي" في بيان: "نواصل تقييم الوضع الأمني كل يوم وسنعيد فتح السفارة للجمهور فور رؤيتنا أنه أصبح ملائما". وأضاف البيان "الهجمات الأخيرة على أهداف غربية، والمعلومات التي وصلت إلينا جعلتنا قلقين بشكلٍ كافٍ لاتخاذ هذه الخطوة الاحترازية".