أعلنت قوات الأمن العراقية أنها ما زالت تحاول إحكام السيطرة على آخر حيين في الموصل قبل حسم المعركة في المدينة القديمة. وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي «انتهاء حلم التنظيم في التمدد وسنعلن النصر قريباً». ويسعى الجيش منذ أيام إلى كسر دفاعات «داعش» حول المجمع الطبي في حي الشفاء المحاذي لضفة نهر دجلة، بينما تستكمل قوات الشرطة الاتحادية سيطرتها على حي الزنجيلي والتقدم من منطقة البورصة وباب سنجار المجاور إلى محيط منارة الحدباء الأثرية وجامع النوري الكبير الذي شهد أول خطاب لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عندما أعلن «دولة الخلافة في العراق والشام». وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد «عمليات قادمون يا نينوى» إن «فرقة المشاة الخامسة عشرة حررت قرى شيخ قرة السفلى وطيشة العطشانة والشهداء والعزيزية والموالي غرب جبال عطشانة». وأفاد الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان أن «القوات أنجزت مهماتها في الزنجيلي، ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه، وهي تندفع لتحرير مستشفى الشفاء لإحكام السيطرة على آخر جيوب الدواعش شمال المدينة القديمة»، وأشار إلى أن «وحدات خاصة تتقدم باتجاه جامع النوري، والمعركة تسير وفق التكتيكات الميدانية المرسومة ، وهزيمة العدو باتت مجرد وقت». وأعلنت خلية «الإعلام الحربي» في بيان أن «الأنباء عن وصول قوات الشرطة إلى محيط مأذنة الحدباء غير دقيقة لأن قواتنا ما زالت تواصل عملياتها لتحرير ما تبقى من حيي الزنجيلي والشفاء»، وطالبت وسائل الإعلام «بعدم نقل أي خبر عن تحرير المناطق إلا من خلالها حصراً، من أجل الدقة لإحاطة الرأي العام بالموقف الرسمي للعمليات العسكرية». وأكد مصدر عسكري أمس أن «معارك شرسة دارت في محيط المجمع الطبي المحاصر في حي الشفاء، وهناك خسائر كبيرة في صفوف الطرفين، وبالتزامن تحاول قوات الرد السريع إجلاء المدنيين في منطقة البورصة من جهة حي الزنجيلي». في وقت أعلنت قيادة العمليات المشتركة «اتباع خطة جديدة لاقتحام المدينة القديمة بشكل ينسجم مع طبيعة المنطقة العمرانية المعقدة ذات الأزقة الضيقة، وكذلك أماكن وجود المدنيين». إلى الغرب من الموصل، جاء في بيان ل «إعلام الحشد الشعبي» أن قوات الحشد «تمكنت من إحباط هجوم للدواعش على الحدود السورية العراقية من جهة الشمال، ما أسفر عن قتل خمسة إرهابيين وتفجير جرافة». إلى ذلك، قال العبادي خلال لقائه مجموعة من عناصر الفرقة الخاصة في الجيش، إن «راية النصر سترفع قريباً لنتجه إلى الإعمار والبناء والاستقرار بعد أن أصبح العراق مقبرة للدواعش وانتهى حلمهم بالتمدد». وأكد السفير البريطاني في بغداد فرانك بيكر في بيان، أن «داعش أصبح على وشك الانهيار بعد انقضاء ثلاث سنوات منذ أن جلب المعاناة والعنف لأهل الموصل»، مشيراً إلى أن «تراجع وانقسام التنظيم مستمر، لكنه لا ما زال يهدد الأمن العراقي والدولي».