تواصل القوات العراقية توغلها في عمق معاقل «داعش» في الجانب الأيمن للموصل وتقترب من التخوم الشمالية للمدينة القديمة، وسط استعدادات وإجراءات مشددة اتخذها التنظيم في محيط جامع الخلافة، واستمرار «الحشد الشعبي» في تحقيق مكاسب قرب الحدود مع سورية، فيما قتل وأصيب حوالى 12 مدنياً حاولوا الفرار من أحد الأحياء بنيران مسلحي التنظيم». ورجح قادة ميدانيون أن تحسم معركة الموصل خلال الأيام القليلة المقبلة وتنتهي عند جامع النوري الكبير ومنارة المدينة الحدباء، التي تمثل أيقونة تاريخية لما تحمله من رمزية لدى التنظيم الذي أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة في العراق والشام» من على منبره، مع حلول الذكرى الثالثة لسقوط المدينة في العاشر من الجاري. وأكد الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان أمس، أن قواته «تتقدم من الجهة الشمالية للمدينة القديمة ودخلت في عمق حي الزنجيلي، وتمكنت من محاصرة الدواعش وسيطرت على أجهزة اتصالاتهم وقصفتها بالصواريخ المحمولة والقاذفات، وقتلت 12 إرهابياً بينهم عرب». وأشار إلى أن «التوغل كان في العمق بنحو 600 متر والاقتراب من باب سنجار الذي يعد المدخل الشمالي للمدينة القديمة». وذكرت مصادر محلية أن «عدداً من المدنيين قتلوا أمس في حي الزنجيلي لدى تعرضهم لنيران مسلحي التنظيم أثناء محاولتهم الفرار والخروج في اتجاه النقاط الآمنة، مع إخلاء عشرات آخرين». وأكدت الشرطة أن حوالى 12 مدنياً أصيبوا بقذائف هاون أطلقها عليهم الإرهابيون أثناء محاولتهم الفرار من حي الزنجيلي، وهو جزء من جيب ما زال يسيطر عليه التنظيم. وبدأت القوات الحكومية عملية في 27 أيار (مايو) لاستعادة هذا الجيب الذي تلقي الطائرات منشورات فيه تدعو فيها الأهالي إلى مغادرته. وقال مسؤول في الشرطة، إن مصابين نقلوا إلى مستشفى ميداني وهم جزء من أول دفعة تمكنت من الهرب. وأضاف أن عشرات المدنيين الآخرين تمكنوا من الوصول سالمين إلى الخطوط التي تسيطر عليها القوات العراقية. وأفاد مسؤول أمني بأن «قوات الجيش بعد تعثرها لثلاثة أيام تحاول استئناف تقدمها من داخل حي الشفاء باتجاه الشيخ فتحي، إلى الشرق من حي الزنجيلي، فيما لا يزال جهاز مكافحة الإرهاب يسعى لإكمال بسط سيطرته على ما تبقى من حي الصحة غرباً»، وأوضح أن «التنظيم شدد تحصيناته ودفاعاته في محيط المدينة القديمة، خصوصاً في محيط الجامع الكبير، ناشراً وحدات من القناصة والانتحاريين، في مؤشر إلى أنه يتهيأ لخوض أشرس وآخر معاركه». وإلى الغرب من محافظة نينوى واصلت قوات «الحشد الشعبي» تقدمها لاستعادة السيطرة على البعاج والقرى المحيطة لاستكمال تأمين الحدود مع سورية، وحررت قرية الخبر، بعد فتح ممرات آمنة لإنقاذ المدنيين، بإسناد من سلاح الجو العراقي. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان، أن «غارات جوية عدة شنتها الطائرات العراقية على أهداف في البعاج والمحلبية، أدت إلى تدمير أربعة أوكار للإرهابيين، ومستودع للأسلحة، ومعمل لتصنيع العبوات الناسفة وقتل العشرات منهم، وكذلك إعطاب كل الأسلحة والمواد المتفجرة التي كانت داخلها». ونفى النائب أحمد الأسدي، الناطق باسم هيئة الحشد «ما نشرته وسائل الإعلام عن دخول قواتنا الأراضي السورية، كونها قوات مسلحة عراقية رسمية ولم تكلف بأي واجب خارج الحدود»، مشيراً إلى أن «مهامها تنحصر في تحرير الأراضي العراقية من عصابات داعش»، ومؤكداً أن «كل عملياتنا تتم بإشراف القيادة المشتركة القائد العام للقوات المسلحة فقط».