أكد قائد ميداني عراقي أن «داعش» يعاني تشتت دفاعاته بعد خسارته غالبية عناصره الانتحاريين، ويعول على الاحتماء بالمدنيين لإطالة أمد المعركة في آخر معاقله في الموصل، فيما أفاد نازحون بأنه طوق جامع النوري الكبير الذي أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي «الدولة الإسلامية» من على منبره، استعداداً للمعركة الأخيرة. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي «انحسار» نطاق سيطرة التنظيم، والبدء بتنفيذ خطة لتأمين الحدود مع سورية. وكان الجيش تقدم عند مدينة الطب من الجهة الشمالية لحي الشفاء المحاذي لضفة نهر دجلة الغربية، مقابل تقدم بطيء لقوات الشرطة الاتحادية في حي الزنجيلي المجاور باتجاه منطقة البورصة، في حين ما زالت قوات جهاز مكافحة الإرهاب تحاول إكمال السيطرة على حي الصحة، من الجهة الشمالية الغربية، للإطباق على مسلحي التنظيم في آخر معقل لهم داخل المدينة القديمة. وقال الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان أمس إن «داعش خسر حوالى 80 في المئة من عناصره الانتحاريين أو ما يُطلَق عليهم «الانغماسيون» وهو يعاني من قلة عددهم ما أدى إلى تشتت خلاياه وإرباكها، فتحصن بالمدنيين والأزقة الضيقة». وأشار إلى أن «قطعاتنا تواصل تقدمها في حي الزنجيلي واستولت على العشرات من العجلات المفخخة». وأفادت «مديرية الاستخبارات العسكرية» بأن عناصرها «ضبطوا 23 صاروخاً حرارياً محمولاً حديثة الصنع وجديدة في حي الشفاء، تستخدم ضد الدروع والآليات وتعد من الأسلحة المهمة على الكتف في المعارك». وفي وقت أكدت تقارير ميدانية مناشدة بعض السكان المحاصرين الجيش وقف عمليات القصف، إثر سقوط ضحايا يتخذهم التنظيم كدروع بشرية. إلى ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان «قتل القائد البارز في داعش المدعو عمر مهدي أحمد زيدان والمكنى أبو منذر الأردني، في غارات شنتها مقاتلات التحالف لدولي على أهداف داخل المدينة». ونقلت تقارير إعلامية محلية، أمس عن سكان أن «داعش أقدم على إعدام أسرة كاملة بتهمة الفرار من منطقة تخضع لسيطرته وسط الموصل»، وأوضحوا أن «التنظيم أعدم أسرة من 7 أشخاص فجر اليوم(أمس) أثناء محاولة فرارهم من منزلهم في منطقة المشاهدة باتجاه القوات الأمنية». وأضافوا أن «القوات تقصف بالصواريخ وقذائف الهاون والمروحيات منطقة الزنجيلي، ما أدى الى مصرع أكثر من 16 مدنياً في ضربات متفرقة». وأعلن العبادي خلال مؤتمره الأسبوعي أن «نفوذ داعش انحسر بشدة داخل الموصل، بعد أن تمكنت قواتنا من محاصرته والسيطرة على تحركات عناصره»، مشيراً إلى «وضع خطة بإشرافه وبالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي لتأمين الحدود مع سورية، والسعي إلى عزل دواعش العراق عن أقرانهم في سورية»، لافتاً إلى أن «الحشد حقق تقدماً ملحوظاً في تحرير مناطق غرب نينوى والوصول إلى الحدود». وأكدت» قوات الحشد الشعبي» في بيان مواصلة العمليات لتحرير قضاء البعاج والقرى التابعة له غرب نينوى. ونفذت عملية التفاف واسعة للسيطرة عليه. كما «صدت هجوماً للإرهابيين بينهم انتحاريون على سواتر الصد الأمامية لقاطع المحلبية وتل زلط وعداية وقتل 14 منهم وأسر 4 في معركة استمرت ساعات»، وأشار البيان الى «استشهاد كوكبة من الأبطال في مقدمهم القائد المقدم أبو كميل الحمراني».