شهدت العاصمة المغربية الرباط أمس، تظاهرة حاشدة تضامناً مع معتقلي الاحتجاجات الأخيرة التي حصلت في شمال البلاد، تقدمها والدا ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف. وظهر أحمد الزفزافي وزوجته في مقدمة المتظاهرين، وإلى جانبهم مئات المواطنين الذين حملوا لافتات كُتب عليها شعارات: «عاش الشعب» و «كلنا الزفزافي». وكان ناصر الزفزافي اعتُقل في أواخر أيار (مايو) الماضي، بعد أن أصدرت النيابة العامة أمراً باعتقاله بتهمة «عرقلة حرية العبادة وإلقاء خطاب تحضري داخل السجن»، ويقبع في إحدى زنزانات الجناح المخصص للطلاب الجامعيين في سجن «عكاشة» المحلي في عين السبع. وكانت ساحة «باب الأحد» في العاصمة التي شكّلت نقطة انطلاقة المسيرة التضامنية مع حراك الريف، ضاقت بالمحتجين قبل ساعة تقريباً من موعدها. وحمل محتجون من مدن مغربية لافتات كُتب عليها «لسنا انفصاليين» بينما حملت لافتات أخرى مطالب الريف. وشارك في المسيرة ناشطون من «جماعة العدل والإحسان» الإسلامية و «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»، وباقي التيارات اليسارية، فضلاً عن عائلات المعتقلين. وقالت القيادية في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الرياضي إن «المسيرة التضامنية مع الريف غرضها الدعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين». واعتبرت الرياضي أن «مسيرة اليوم تُعد استمراراً لحراك 20 فبراير، وستطلق حراكاً جديداً للمطالبة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية». واعتبرت القيادية السابقة في حركة «20 فبراير» سارة سوجار، أن المسيرة تأتي رداً على الاعتقالات التي شنتها السلطات ضد نشطاء الريف، داعيةً إلى إطلاق سراحهم والاستجابة لمطالب الحراك. وقبل موعد انطلاق المسيرة المحدد عند الظهر ردد المحتجون شعارات من قبيل: «هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة»، و «الشعب يريد إطلاق سراح المعتقل»، و «لا للعسكرة»، و «يا مخزن حذاري كلنا الزفزافي». ويشهد إقليم الحسيمة (شمال) منذ 7 أشهر احتجاجات شعبية واسعة انطلقت بعد مقتل بائع السمك محسن فكري مطحوناً في حاوية للنفايات، قبل أن تأخذ منعطفاً جديداً بعد حملة اعتقالات في صفوف الناشطين. ويطالب نشطاء حراك الريف بإطلاق سراح زملائهم، ووقف حملة الاعتقالات والاستجابة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية التي يرفعونها.