تونس - «الحياة» - تلقت وزارة النقل التونسية عروضاً من مجموعتين كويتية وكندية للمشاركة في تنفيذ مشروع حفر ميناء في المياه العميقة على الساحل الشرقي. وتُقدر كلفة المشروع الذي سيُقام في منطقة النفيضة (مئة كيلومتر جنوب العاصمة) ب 2.7 بليون دولار. وتشمل المناقصة الدولية التي أطلقتها الوزارة إعداد الدراسات اللازمة لتمويل المشروع وتنفيذه وإنجازه تمهيداً لاستثماره لاحقاً. وأفادت الوزارة في بيان بأن العرضين اللذين تلقتهما هما من مجموعة كويتية تضمّ «شركة المال للاستثمار» و «شركة هيوستون بورت القابضة»، والمجمع الكندي «أس ان ساي لافالان». وأوضحت ان «عمليات فرز العروض ودراسة نواحيها التقنية والمالية انطلقت طبقاً للروزنامة المحددة، ووفقاً لترتيبات طلب العروض الدولي». ويرمي المشروع الى إنشاء الميناء الذي يُتوقع ان يصل عمقه إلى 20 متراً، إلى التخفيف من الضغط على الموانئ التجارية الرئيسة، خصوصاً ميناء رادس في ضاحية العاصمة، وصفاقس (جنوب) وسوسة (وسط)، إضافة إلى استثمار الموقع الاستراتيجي للميناء الجديد المُطل على مضيق صقلية، والذي يشكل مُفترق طرق بحرية متوسطية، ويؤمّن 20 في المئة من التجارة البحرية الدولية، إذ تعبره نحو 300 سفينة تجارية يومياً. وخصصت تونس 1200 هكتار من الأراضي الساحلية لإنجازه، وألفي هكتار للمنطقة الصناعية واللوجستية التابعة له. ويجري حالياً إنشاء مطار دولي حديث في المنطقة ذاتها. كذلك، فإن المشروع غير بعيد من الطريق السريعة الرابطة بين جنوب البلد وشماله، وخط السكة الحديد المغاربي. وهو سيستقبل بواخر تجارية زنتها 80 طناً بدلاً من 25 طناً فقط حالياً. وطبقاً لروزنامة وزارة الاستثمار الخارجي التونسية، سيُنجز الميناء على ثلاث مراحل، تتمثل الأولى في إقامة رصيف خاص بالحاويات طوله 3.6 كيلومتر وعمقه 17 متراً، وتشمل الثانية إنشاء رصيف متعدد الاستخدامات بطول 1.4 كيلومتر، فيما تُخصص المرحلة الأخيرة لإقامة رصيف للتجهيزات المشتركة. وتصل طاقة استيعاب محطة الحاويات في الميناء إلى نحو خمسة ملايين حاوية. ويشمل المشروع إنشاء مجمع من الجيل الثالث يحتوي على ميناء في المياه العميقة ومنطقة لوجيستية للصناعات والخدمات تمتد على مساحة ثلاثة آلاف هكتار. وسيتخصص بنقل السلع من سفينة إلى أخرى ونقل الحاويات. ويمثل هذا النوع من النقل سوقاً واعدة في البحر المتوسط، الذي يسجل سنوياً عبور 40 في المئة من حركة النقل العالمية للحاويات.