فرق وبطولات ودعوات خاصة إلى الإفطار، بهذه الطريقة عادت لعبة «المحيبس» إلى الأجواء الرمضانية التي تتخللها أيضاً أمسيات موسيقية لفرق شبابية في بغداد. واللافت أن لعبة «المحيبس» باتت تتمتع بشعبية أكبر من ذي قبل، خصوصاً في الأيام الأولى لشهر رمضان. وأقيمت بطولة محلية للعبة على «ملعب الشعب الدولي» في بغداد برعاية اللجنة الأولمبية العراقية ومشاركة مجموعة من الفرق. الوضع العام في بغداد لم يمنع الفرق من التنقل من منطقة إلى أخرى في شكل يومي للمشاركة في اللعبة التي تجذب المتنافسين، وفي أحيان كثيرة تتبارى أربعة فرق في مسابقة واحدة. أما مواعيد اللعب فغالباً ما تكون بين الفطور والسحور، ويُعلن عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الموقع الخاص للكابتن جاسم الأسود بطل العراق في لعبة «المحيبس»، والذي يدير المباريات بين عشرات الفرق في بغداد ويتنقل معها من مكان إلى آخر للإشراف على نتائج اللعب. وهو يمارس هذا الدور منذ سنوات طويلة لشغفه باللعبة الشعبية التي يعشقها العراقيون في رمضان، إذ تأسست فرق مثل «فريق الكاظمية» الذي يعد من أعرق فرق «المحيبس»، و «الأعظمية» و «الحرية» و «الكرادة» و «7 قصور» وغيرها. ويذكر أن كلمة محيبس هي تصغير لكلمة محبس التي تعني الخاتم، وهو ما يتم البحث عنه خلال اللعبة التي يتواجه فيها فريقان بأي عدد من المشاركين، فيعمد أحد الفريقين الذي يشتري المحبس إلى تخبئته في يد أحد أفراد فريقه من دون علم الفريق الثاني الذي يبحث أحد أفراده عن المحبس بإسقاط الأشخاص الذي يعتقد بعدم وجود المحبس في أيديهم. وإذا أخرج أحد اللاعبين وكان المحبس في يده يخسر الفريق نقطة. ويعاد إخفاء المحبس الذي يمنح الفريق الباحث عنه نقطة إذا وجده. وهكذا يستمر اللعب إلى حين وصول أحد الفريقين إلى مجموع النقاط الذي يتفق عليه مسبقاً. الظاهرة الأخرى في رمضان بغداد، هي الإفطار الجماعي في المقاهي والأماكن الخاصة بالمنظمات الثقافية، وغالباً ما تعقب تلك الجلسات الرمضانية حفلات موسيقية لفرق الراب وبعض الفرق الشبابية الناشطة. «برج بابل للتطوير الثقافي» إحدى أهم المنظمات الثقافية التي تقيم تلك الأمسيات بالتعاون مع شباب ناشطين. وتقول ذكرى سرسم نائب المدير التنفيذي لبرج بابل إن «تلك النشاطات تساعد في منح الأمسيات الرمضانية طابعاً مميزاً وخاصاً». وتضيف: «نفتح أبوابنا في شكل دائم أمام أي نشاطات ينظمها الشباب، خصوصاً الإفطار الجماعي والأمسيات الموسيقية».