اعتقلت الشرطة البريطانية ثلاثة مشبوهين في تورطهم بهجمات جسر لندن السبت الماضي، واحتجزت اثنين منهم، وهما في ال27 وال29 من العمر بتهمة إعداد أعمال إرهابية، والثالث بتهمة التورط في جرائم مخدرات. وأوضحت أنها أوقفت رجلين في شارع بإلفورد شرق لندن في وقت متأخر ليل الأربعاء، بينما اعتقلت الثالث في منزل قريب، علماً أنها احتجزت أكثر من 12 شخصاً بعد الهجمات، وأطلقت معظمهم من دون توجيه تهم إليهم. وفي تحقيق منفصل عن هجمات جسر لندن، أوقفت الشرطة ثلاثة رجال شرق المدينة للاشتباه في تخطيطهم لأعمال إرهابية. كما اعتقلت شابين في العشرينات في ما يتعلق بتفجير انتحاري استهدف حفلة للمغنية العالمية أريانا غراندي في مانشستر في 22 أيار (مايو) الماضي، حين سقط 22 قتيلاً. وأوضحت الشرطة أنها أوقفت أحد الشابين ليلاً حين كانت تبحث عن عنوان، فيما سلم الثاني نفسه طوعاً إلى أحد أقسام الأمن. وكان 21 شخصاً أوقفوا في إطار التحقيق في تفجير مانشستر، ثم أطلق 12 منهم من دون توجيه تهم إليهم. ترافق ذلك مع نشر لقطات على شبكة الإنترنت تظهر إطلاق الشرطيين نحو 50 رصاصة على منفذي اعتداءات الدهس والطعن عند جسر لندن، وهم خورام بات ورشيد رضوان ويوسف زغبة، ما أدى إلى مقتلهم، ولقطات أخرى لمحاصرة المهاجمين الثلاثة رجلاً من الضحايا الثماني وطعنه قبل أن تصل الشرطة وتفتح النار. وفيما تواجه الشرطة وأجهزة الأمن تساؤلات عن إهدارها فرصاً لإحباط الهجوم، أفادت صحيفة «تايمز» بأنها حصلت على لقطات للمهاجمين وهم يضحكون ويمزحون أمام مركز «الأمة» للياقة البدنية حيث تدرب خورام بات، قبل خمسة أيام من الهجمات. وكان المركز وضع ملحوظة على الباب أوردت: «على رغم أن بات تدرب هنا أحياناً، لم نعرفه جيداً ولم نلاحظ أي تصرف منه مثير للريبة». وظهر بات في فيلم وثائقي تلفزيوني بعنوان «جيراننا الجهاديون» ضمن مجموعة رجال رفعوا راية تنظيم «داعش» في متنزه عام، وكانت لهم صلات بدعاة متشددين معروفين. واعتبر زغبة، وهو مغربي إيطالي، متشدداً محتملاً بعد إيقافه في مطار بولونيا عام 2016 خلال محاولته السفر إلى سورية. وراقبته الشرطة الإيطالية بعناية على رغم أنها لم توجه إليه أي اتهامات، وقالت إنها أبلغت بريطانيا بأمره حين انتقل إلى لندن لاحقاً. وفي إطار التحقيقات في هجوم مانشستر، أبلغ هاشم عبيدي، شقيق الانتحاري سلمان عبيدي، مسؤولين في قوة مكافحة الإرهاب الليبية التي تتبع الحكومة التي تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس، أن أخاه سلك منحى متشدداً عام 2015 حين كان يُقيم في بريطانيا. وقال أحمد بن سالم، الناطق باسم قوة الردع الخاصة لمكافحة الإرهاب ومقرها طرابلس، إن «هاشم أقرّ بأنه اشترى أدوات لتنفيذ الهجوم، لكنه لم يكن يعلم مكان التنفيذ». وأوقفت قوة الردع هاشم والوالد رمضان بعد أيام من الهجوم، وتستجوبهما مع أفراد آخرين في الأسرة. في فرنسا، تواجدت الشرطة بكثافة خارج قاعة «أكور هوتيلز» بالعاصمة باريس التي استضافت حفلة للمغنية أريانا غراندي مع استئنافها جولتها الأوروبية بعد هجوم مانشستر. وأغلقت الطرق المحيطة بالقاعة لساعات أمام حركة المرور قبل بدء الحفلة، وفتش رجال الأمن كل الحقائب والقاعة باستخدام كلاب بوليسية. وأعلنت شرطة باريس أن إجراءات الأمن في أعلى مستوى لها بعد هجمات مانشستر وجسر لندن. في أستراليا، أعلنت غلاديس بيريغيكليان، رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز أكبر ولايات البلاد على صعيد عدد السكان، أن الحكومة ستسمح بموجب مشروع قانون مقترح بإطلاق شرطة الولاية النار على مشبوهين في تورطهم بالإرهاب، حتى لو لم يشكل المهاجم خطراً وشيكاً. وتقول السلطات إن القانون الحالي الذي يحتم اعتماد الشرطة استراتيجية «الاحتواء والتفاوض» في حالات احتجاز الرهائن، حد من قدرة رجال الأمن على إنهاء حصار مقهى لينت في سيدني عام 2014، حين قتِل ثلاثة أشخاص. وانتظرت الشرطة أكثر من 16 ساعة قبل أن تقتحم المقهى، ولم تقتل المهاجم إلا بعدما قتل أحد الرهائن. ولقي رهينة آخر مصرعه بشظايا رصاص أطلقته الشرطة.