أفاق البريطانيون على إجراءات أمنية مشددة أمس، في ظل رفع حال الاستنفار إلى مستوى «حرج»، ما يعني أن هجوماً قد يكون وشيكاً، غداة التفجير الانتحاري في مانشستر ليل الإثنين. وانتشرت عناصر من الجيش بأسلحتها في مواقع حساسة في أنحاء المملكة المتحدة، في مشهد غير مألوف بالنسبة إلى البريطانيين، لكنه يذكر بإجراءات مماثلة اتخذتها فرنسا في أعقاب هجمات تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس. وتركزت التحقيقات على البحث عن صلات محتملة للانتحاري الليبي سلمان عبيدي (22 سنة) الذي نفذ تفجير مانشستر، بشبكة إرهابية قد تكون موجودة بين الأراضي الليبية ومناطق نفوذ «داعش» في سورية، بعد تأكيد وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، صحة تقارير أفادت بأن عبيدي أتى لتنفيذ الاعتداء من ليبيا حيث أعلنت قوات مكافحة الإرهاب في طرابلس أمس، اعتقال شقيقه الأصغر هاشم عبيدي (20 سنة) بشبهة الانتماء إلى «داعش». ويتوقع وصول محققين بريطانيين إلى طرابلس لاستجواب هاشم واحتمال اقتياده إلى لندن لمتابعة التحقيقات إذا ثبت أن لديه معلومات عن مخططات أخيه الذي تداولت مواقع تواصل اجتماعي معلومات عن عودته إلى ليبيا بعد سقوط نظام القذافي وتلقيه تدريبات في أحد المعسكرات قبل إرساله إلى سورية للقتال هناك. ويشكل ذلك تأكيداً لمعلومات أعلنها أمس، وزير الدفاع الفرنسي جيرار كولومب. كذلك تداولت مواقع التواصل معلومات عن رمضان عبيدي والد الشقيقين، والذي كان يؤم المصلين في مسجد ديدسبوري في ضواحي مانشستر حيث أقام علاقات مع متشددين من جنسيات عدة كانوا يرتادون المسجد. ويعرف عن الجماعات المتشددة اختراقها الواسع للجاليات العربية، خصوصاً الليبية في مانشستر ومدن أخرى يتركز فيها المهاجرون من بلادهم. وكان رمضان عبيدي طرد من الجيش في عهد العقيد معمر القذافي، بعدما انشق وهرب إلى بريطانيا حيث طلب اللجوء لصلاته بجماعات إسلامية. وأفادت تقارير في طرابلس بأنه أقام علاقة متينة مع قياديين متشددين من الذين ساهموا في إسقاط النظام السابق عام 2011، لذا بات يفضل الإقامة في ليبيا أكثر من مانشستر. وذكر ليل امس ان رمضان اعتقل في طرابلس. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية أن عبيدي «كان معروفاً لدى أجهزة الأمن ولم يتصرف بمفرده على الأرجح». وأشارت إلى أن السلطات ستنشر حوالى 3800 جندي من الجيش في شوارع بريطانيا. في موازاة ذلك، أكد قائد شرطة مانشستر إيان هوبكنز أن الشرطة تحقق في احتمال وجود «شبكة» وراء الهجوم الانتحاري في مانشستر، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً. وقال هوبكنز للصحافيين: «أعتقد أن من الواضح للغاية أن ما نحقق في أمره هو (وجود) شبكة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر وصفته بأنه مطلع على التحقيقات وطلب عدم كشف هويته، أن الشرطة البريطانية تبحث عن متواطئين ربما ساعدوا عبيدي في صنع قنبلة استخدمها في تفجير مانشستر. وقال المصدر: «السؤال هو: هل كان (عبيدي) يعمل في شكل منفرد أم كان جزءاً من شبكة تضم آخرين يرغبون في القتل. هذا ما يتركز عليه التحقيق». وأشار إلى «قلق من أن يكون آخرون ساعدوه في صنع القنبلة، ما زالوا طليقين. وصنع قنبلة من هذا النوع يتطلب مستوى معيناً من الخبرة والمهارة». وفي هذا الإطار، اعتقلت شرطة مانشستر ثلاثة أشخاص للاشتباه بصلتهم في الاعتداء. ويتوقع أن يكون ملف الإرهاب حاضراً على طاولة القادة المشاركين في قمة حلف شمال الأطلسي غداً، كما سيبحث خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في صقلية يوم الجمعة المقبل. ويحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب القمتين. في ألمانيا، ألقت الشرطة الألمانية القبض على أربعة إسلاميين مشبوهين، وذلك في عمليات في برلين أمس، مع استعداد العاصمة الألمانية لتجمعات ضخمة في نهاية الأسبوع، أهمها لقاء مشترك بين المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. في جاكرتا، أعلنت الشرطة الإندونيسية أن شخصين من بينهما مفجر انتحاري قتلا في تفجير وقع قرب محطة للباصات شرق المدينة.