استفحلت ظاهرة الإرهاب الجوّال بين مدينة وأخرى، إذ لم يكد العالم يلتقط أنفاسه بعد هجمات لندن ليل السبت الماضي، حتى سجل اعتداء جديد في باريس، حيث فتح شرطي النار على مهاجم جزائري حاول قتله بمطرقة في باريس. أتى ذلك بعد ساعات من هجوم إرهابي في ملبورن، حيث أردت الشرطة رمياً بالرصاص عربياً حاول خطف أسترالية رهينة بعد قتل أحد مواطنيها. وأعلنت الشرطة البريطانية اسم الارهابي الثالث في هجمات «لندن بريدج» السبت، وهو مغربي يحمل جنسية إيطالية ويدعى يوسف زغبة (22 سنة). وأوردت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية، أن زغبة أوقف في مطار إيطالي لأن السلطات اعتقدت أنه في طريقه إلى سورية وأن المسؤولين الإيطاليين حذروا نظراءهم البريطانيين منه. ونفذ زغبة اعتداء لندن بالتعاون مع شريك مغربي– ليبي اسمه رشيد رضوان (30 سنة) وآخر باكستاني يدعى خورام شاه زاد بات (27 سنة) عثر في شقته على مواد دعائية لتنظيم «داعش». وقتل الثلاثة برصاص الشرطة. وأثار الكلام عن تحذيرات إيطالية للبريطانيين من نشاط زغبة المقيم شرق لندن، تساؤلات حول سياسة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي خفضت تعداد رجال الشرطة من باب التقشف خلال توليها حقيبة الداخلية في الحكومة السابقة. واضطرت ماي إلى المداخلة في هذا الجدل الذي يأتي عشية الانتخابات غداً، بالقول إن ثمة حاجة لمناقشة حازمة حول مصادر تمويل الإرهاب «بما في ذلك حكومات أجنبية وحلفاء عند الضرورة». ولم تكد تمضي ساعات على إعلان لندن اسم الإرهابي الثالث، حتى وقع اعتداء خارج كنيسة نوتردام في باريس، حيث أفادت محطة «بي أف أم» التلفزيونية بأن مهاجماً جزائرياً يبلغ من العمر 40 سنة، حاول قتل شرطي (22 سنة) بضربه بمطرقة، قبل أن يعاجله الأخير برصاصتين من مسدسه ويصيبه. وفيما نقل الشرطي والمهاجم إلى المستشفى، بادرت وحدة مكافحة الإرهاب في مكتب المدعي العام في باريس إلى فتح تحقيق بالحادث الذي وقع في تلك المنطقة السياحية وسط باريس والقريبة من الحي اللاتيني. ولم تعط الشرطة تفاصيل عن إصابتي الرجلين فيما اكتفت وزارة الداخلية بالإشارة إلى «تحييد» المهاجم الذي لم تتوافر تفاصيل إضافية عنه فوراً، لكن أفيد بأنه كان يحمل سكينين إضافة إلى المطرقة. وصرح وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، بأن المهاجم صرخ: «هذا من أجل سورية». وقال شاهد في شقة تطل على الموقع لمحطة «بي أف أم» التلفزيونية، إنه كانت تمكن رؤية المهاجم ملقى على الأرض بلا حراك، فيما أغلقت الشرطة المسلحة المنطقة. ومع إخلاء ساحة نوتردام، ظل حوالى 900 من زوار الكاتدرائية عالقين داخلها بعدما منعتهم الشرطة من المغادرة في ظل إجراءات أمنية في المنطقة شملت إغلاق الطرق المؤدية إليها ومحطات المترو المجاورة. في أستراليا، أعلن رئيس الوزراء مالكولم ترنبول أمس، أن حصاراً دامياً لمبنى في ملبورن صُّنّف «عملاً إرهابياً»، وذلك بعد إعلان تنظيم «داعش» أن أحد مقاتليه مسؤول عن ذلك. وأردت الشرطة رمياً بالرصاص المسلح الصومالي الأصل يعقوب خيري (29 سنة) بعدما قتل رجلاً في بهو مبنى سكني في ملبورن ثانية كبريات مدن أستراليا واحتجز امرأة رهينة داخل المبنى. وأكد مسؤولون أن للإرهابي الصومالي سجلاً إجرامياً طويلاً، وارتكب جريمته بعدما برأته السلطات من مؤامرة لشن هجوم على قاعدة عسكرية في سيدني عام 2009. وقال ترنبول للصحافيين في العاصمة كانبيرا إن «الهجوم الإرهابي ارتكبه مجرم معروف حصل على إفراج مشروط أخيراً». واعتبر أن الهجوم «يؤكد ضرورة أن نظل يقظين وألا يردعنا أحد أبداً وأن نرفع راية التحدي دائماً في مواجهة إرهاب الإسلاميين». وتبنى «داعش» مسؤولية الهجوم في اتصال هاتفي مع غرفة الأخبار في شبكة «سِفن» التلفزيونية الأسترالية أثناء تغطيتها وقائع حصار المبنى. وأفادت الشبكة بأن رجلاً اتصل ليقول إن الهجوم على صلة بالتنظيم.