قال المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري ل«الحياة»: «مع الأسف الشديد وضعت قطر نفسها في مأزق لن تستطيع الخروج منه إلا بكلفة لن تستطيع تحملها، مشيراً إلى أن المملكة ومعها الإماراتوالبحرين ومصر لم تصل إلى قرار قطع العلاقات مع قطر، إلا بعد استنفاد جميع الوسائل السياسية والوساطات إلى أن طفح بها الكيل من التصرفات القطرية غير المسؤولة». وأضاف: «الدوحة كانت تعتقد بأنها في مأمن من العقاب، وزادت من عملية دعمها لجماعات المعارضة (الإرهابية) في العديد من الدول، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار في هذه الدول ومنها على سبيل المثال مصر نتيجة دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين وكذلك مملكة البحرين». واستطرد بالقول: «من المؤسف أن قطر سارت في طريق لن تستطيع التراجع عنه، لأن هذا من وجهة نظري يهدد بقاء حكام قطر الذين ربطوا مستقبلهم بمجموعات إرهابية، لن تتوانى عن ضرب المصالح القطرية في مختلف أنحاء العالم، وربما يهدد سلامة وبقاء حكام الدوحة، إن السحر سينقلب عليها وبالتالي فإن كلفة طرد هذه المجموعات من الدوحة ستكون كبيرة ومكلفة للغاية، هذا جميعه نتيجة للعب بالنار وعدم تقدير نتيجة العواقب التي ستؤول إليه دعم الجمعيات الإرهابية». وأشار إلى أن كرة ثلج العقوبات ستكبر وسيكون لهذه الخطوة الأثر الكبير على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية في قطر، التي تراهن على مستقبلها بالارتماء في أحضان إيران التي تستقوي بها وستفتح أبوابها للعبث بقطر، وأتخوف من أن يكون هذا البلد مصيره كلبنان عندما وضعت إيران أرجلها فيه، وأوصلته إلى مستوى من الخراب الذي لم يسبق له مثيل. وتابع الأنصاري يقول: «أتمنى أن تعي القيادة القطرية مخاطر المرحلة، وتنسق مع أشقائها في مجلس التعاون للعودة إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان، إذ إن العواقب وخيمة ومدمرة على الدوحة». وزاد: «من متابعتي لوسائل الإعلام القطرية ورصد ردود أفعالها، وجدت أن مشكلة الإخوان القطريين تكمن في أنهم ما زالوا يعتقدون بأن هذه أزمة بسيطة مثل سابقتها من الأزمات ستزول مع الوقت، وهم لا يعترفون لأن سياستهم هي التي أدت إلى هذه الأزمة، كما أنهم يعتبرونها حملة مغرضة للمساس بثوابت قطر مع عدم ذكرهم ما هي هذه الثوابت».