تمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة أميركا من استعادة السيطرة على بلدتي القحطانية والخاتونية شمال غربي الرقة. وبالسيطرة على البلدتين أصبحت «قوات سورية الديموقراطية» تحاصر 6 قرى يسيطر عليها «تنظيم داعش». ومع اقتراب معركة الرقة، جدد الجيش الأميركي موقفه أمس بأن «قوات سورية الديموقراطية» هي الوحيدة التي يمكنها انتزاع السيطرة على مدينة الرقة من «داعش». وعن استعادة بلدتي القحطانية والخاتونية شمال غربي الرقة، أكد بيان أصدرته قيادة عملية «غضب الفرات»، على صفحتها في «فايسبوك» أمس أن هذا التقدم أحرز بعد يومين من الاشتباكات العنيفة مع عناصر «داعش». وأشار البيان إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» باتت تحاصر منطقة فيها 6 قرى خاضعة لسيطرة «داعش» وهي يعرب وبير الهاشم والصكورة ورابية والعدنانية وأبو السوس. وقد بدأت القوات المشاركة في العملية تمشيط المنطقة التي تمت استعادة السيطرة عليها. وتقول «قوات سورية الديموقراطية» أن عملية تحرير الرقة ستدخل مرحلتها الحاسمة في الأيام القليلة المقبلة. من جهة ثانية، ذكر موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض أن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت على مزيد من المناطق غرب مدينة الرقة، بعد معارك مع «داعش» وبمساندة من طائرات «التحالف الدولي»، ورفعت العلم الأميركي فوق مبنى الجمارك عند معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أعلنت أول من أمس سيطرتها على «سد البعث» على نهر الفرات، بعد اشتباكات استمرت أياماً عدة مع «داعش» سقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين. وبخسارة «داعش» سد البعث أو «الحرية»، يكون قد فقد آخر معبر بري له يربط بين ضفتي نهر الفرات في الرقة. ويعد سد البعث الذي يقع على مسافة 22 كلم من مدينة الرقة، ثالث سد استراتيجي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» التي استولت على أكبر سد في سورية الشهر الماضي. وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» في الأسابيع الماضية، من الاستيلاء على مناطق واسعة من ريف الرقة، بغطاء جوي ومدفعي من قوات التحالف الدولي، حيث باتت تلك القوات على بعد 13 كلم من الجانب الغربي للرقة، وعلى بعد 2 كم من شرقي المدينة. وأفادت وكالة الأناضول الرسمية التركية بأن أعلاماً أميركية تمكن رؤيتها من بلدة أقجة قلعة، التابعة لولاية شانلي أورفا جنوبتركيا. وأشارت أن رفع العلم الأميركي جاء عقب الإعلان عن قرب انطلاق عملية الرقة ضد «داعش». يذكر أن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت على مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، في تموز (يوليو) 2015، بدعم جوي بقيادة الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، جوش جاكس أن «قوات سورية الديموقراطية»» قادرة على تحقيق النجاح في السيطرة على مدينة الرقة في القريب العاجل، وذلك في تصريحات لموقع «روسيا اليوم» الإخباري. وتابع جاكس: «إننا ندرك أن هناك مشاكل أمنية لشريكنا في التحالف، تركيا، ونثمّن تضحيات تركيا ومساهماتها في مكافحة تنظيم داعش». وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أول من أمس أن الولاياتالمتحدة الأميركية أبلغت أنقرة بأن عملية السيطرة على مدينة الرقة بدأت يوم 2 حزيران (يونيو) الجاري، مشيراً إلى أن واشنطن أبلغتهم بأن اعتمادها على «وحدات حماية الشعب الكردي» للقيام بهذه العملية لم يكن اختيارياً إنما «ضرورة» فرضتها الظروف، وهو عبارة عن «تكتيك عسكري» لن يدوم طويلًا. ومع اقتراب العد التنازلي لمعركة الرقة، قال الناطق باسم قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية نوري محمود أن «المعركة لن تكون سهلة بالطبع، لأن تنظيم الدولة (داعش) له تحضيرات كبيرة جدًّا في المدينة، وهناك أنفاق وتلغيم ومفخخات وانتحاريون، وفي الوقت نفسه يستعمل المدنيين دروعًا بشرية».