دشن أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي بالرياض، مساء أول من أمس، بحضور رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، ونخبة من المختصين والأكاديميين والسفراء والدبلوماسيين والمهتمين بالتراث العربي والإسلامي. وأكد فيصل بن بندر أن هذا المتحف يؤكد دور مركز الملك فيصل للبحوث العلمية وأيضاً الاستقصاء في مسائل الفكر والتراث والكثير من أمور التاريخ الإسلامي، والمركز مؤسسة عريقة ولها دور بارز في مجالات العلم والمعرفة والثقافة والتراث، وأرجو له التوفيق الدائم، وأن نسعد بهذه الجهود التي تفيد الباحثين وكل من يحاول البحث عن أي أمر من خلال هذه المؤسسة التي وصلت إلى مستوى عالٍ وعالمي. وقال: «أسعد وكل أهل الرياض بوجود مؤسسة الملك فيصل في الرياض لأنها تعطي إشعاعاً كاملاً للإنسان في هذه المنطقة، عن علم ومعرفة وإدراك وإتقان، فهي مؤسسة عريقة تقوم بهذا الدور، وأتمنى لها التوفيق في ظل الأعمال التي تنتهجها الدولة في مجال الثقافة والتراث والعلم والمعرفة». وأضاف أمير الرياض: «مركز الملك فيصل للبحوث هو المسؤول عن تنظيم الزيارات للمتحف، وهم من يخططون لهذا العمل الثقافي ونحن كإمارة ننفذ ما يريدونه. وليس لي توجيهات للمتحف بل إنني استفيد من وجود هذا المتحف ومركز الملك فيصل للبحوث ودوره والأمير تركي الفيصل صاحب الثقافة والمتعمق فيها بشكل كبير، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية بقيادة الأمير خالد الفيصل تأخذ طريقها المستمر في دعم الثقافة بكل جد واجتهاد، ونحن معها في كل ما تريده ونحن ذراع لها في كل خطواتها». وتابع: «لا شك أن الرياض مع وجود مثل هذه المتاحف والمعارض تقفز قفزات جديدة في مجال الثقافة والتراث كما ننشده جميعاً، وهذا الدور له معطيات كثيرة في مجال الثقافة والأدب لأننا نسعد بدراسة متعمقة ودور كبير للإنسان في هذا المجال، وبالتأكيد مدينة الرياض تفخر بهذا المتحف وإنسانها أيضاً يفخر بهذه الأمور». من جهته، دعا الأمير تركي الفيصل الجمهور من الجنسين إلى زيارة المتحف فهو مقام ومفتوح للجميع، والدعوة عامة لسكان الرياض أو أي أحد لزيارة المعرض خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وتسلم الأمير فيصل بن بندر هدية تذكارية من الأمير تركي الفيصل، عبارة عن صورة لمخطوطة «كليلة ودمنة» وهي إحدى المخطوطات الأصلية النادرة التي يقتنيها مركز الملك فيصل ضمن آلاف المخطوطات الأخرى. وحول الخلفية التاريخية للمتحف، أوضح الفيصل أن الحضارة الإسلامية شهدت ازدهاراً كبيراً في جميع مناحي الحياة إذ تطوّرت العلوم والفنون على حدٍّ سواء، وكان للخط العربي نصيب في هذا الازدهار بسبب ارتباطه بالقرآن الكريم ورسم المصحف، مشيراً إلى أن دراسة الفن الإسلامي تشكّل تحدّياً كبيراً لاتساع النطاقين الجغرافي والزمني للحضارة الإسلامية. وأبان أن الفن العربي الإسلامي غير مقيّد بقالب معين على خلاف المفهوم الغربي للفنون. وشدد على حرص المركز منذ تأسيسه على اقتناء أكبر عدد ممكن من المخطوطات الأصلية أو صور منها في إطار إسهامه في إبراز دور الحضارة الإسلامية وما قدّمته إلى البشرية في مختلف الميادين، كما اقتنى المركز كثيراً من القطع التراثية النادرة، التي بلغت أكثر من 200 قطعة تراثية، وهي قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين، وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه. وبيّن أن المجموعة الفنية التي يمتلكها المركز جمعت من أمكنة متفرقة في العالم وفق معايير فنية دقيقة، لضمان قيمة هذه المقتنيات، ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر قرونها المختلفة. ويُقدّم متحف الفيصل للفنّ العربي الإسلامي التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نماذج من المجموعة الفنية التي يقتنيها المركز من خلال قاعتين: تضم القاعة الأولى قطعاً تراثيةً نادرةً من الفن العربي الإسلامي، وتضم القاعة الأخرى مجموعة المصاحف المخطوطة والمطبوعة الفريدة التي يقتنيها المركز (مصاحف الأمصار)، وتشتهر هذه المصاحف بتنوعها من حيث بلد المنشأ والحجم، وندرة ونفاسة كثير منها، وقِدَم تاريخها، وإتقان الخطّ والزخارف فيها. يضم 200 قطعة تراثية نادرة ومصاحف مخطوطة يشتمل متحف الفيصل للفنّ العربي الإسلامي على نماذج من الفن العربي الإسلامي تمثّل أنماطاً مما كان يُتعامل به في المجتمعات الإسلامية عبر قرون مضت. ويضمّ أكثر من 200 قطعة تراثية نادرة ومصاحف مخطوطة ومطبوعة فريدة (مصاحف الأمصار) من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجري، تتوزّع على الأدوات المنزلية وآلات القتال والحرب ومكوّنات صناعة الكتب وفنونها والآلات الطبية والمسكوكات والخشبيات والفخاريات والمنسوجات. وقد تم جمع هذه المجموعة الفنية من أمكنة مختلفةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة، لضمان قيمة هذه المقتنيات ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر القرون، إذ إنها قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه. يذكر أن متحف الفيصل يفتح أبوابه للزوار بداية من اليوم السبت وحتى نهاية شهر ذي الحجة، الموافق 20 أيلول (سبتمبر) المقبل.