أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن البيت الأبيض يستعدّ لإعادة فتح مقرَين ديبلوماسيَين لروسيا في نيويورك وماريلاند، كان أغلقهما الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وأشارت الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ موسكو أنه يدرس إعادة المقرَين اللذين تزامن إغلاقهما مع طرد أوباما 35 ديبلوماسياً روسياً منهما، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وسط اتهامات بالتجسس وبتدخل موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي. وكانت الحكومة الروسية ورثت المقرَين من سابقتها السوفياتية، والتي اشترت الأول، وتبلغ مساحته 14 هكتاراً في نيويورك عام 1954، قبل أن تشتري مقراً أكبر مساحته 45 هكتاراً، عام 1972. ورأى معظم الخبراء الأميركيين في خطوة أوباما أضخم مواجهة بين واشنطنوموسكو منذ نهاية الحرب الباردة عام 1990، فيما تساءلت وسائل الإعلام الأميركية عن المدى الذي ستبلغه المواجهة بين الجانبين. وأشارت «واشنطن بوست» الى أن ترامب أبلغ روسيا الشهر الماضي أنه يدرس إعادة المقرَين، في حال رفعت موسكو حظراً على تشييد واشنطن قنصلية أميركية في سانت بطرسبورغ. ولكن بعد يومين على ذلك الاقتراح، تغيّر الموقف الأميركي وأبلغ وزير الخارجية ريكس تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن لا تريد المقايضة بين المقرَين والقنصلية. وتحشد واشنطن لاندفاعة ديبلوماسية لتسوية الأزمة الأوكرانية، وهذا ما قد يكون على طاولة المقايضة بعد فتح المقرَين. في السياق ذاته، حذر الرئيس السابق لأركان الجيوش الأميركية الجنرال مايك مولن من خطر روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين. وقال خلال محاضرة ألقاها في «معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية» (مقره واشنطن): «بوتين هو أكثر شخص يقلقني على وجه الكوكب الآن، ليس بسبب تراجع اقتصاده وموقع روسيا، بل لأنه ديكتاتور وفي حال حشرناه في زاوية فقد يردّ بأساليب غير تقليدية». الى ذلك، أعلن النائب الجمهوري مايك كوناواي والنائب الديموقراطي آدم شيف إصدار مذكرات لاستدعاء مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض، ومحاميه مايكل كوهين. وكان ترامب عزل فلين بعد إقراره بتضليل مايك بنس، نائب الرئيس، في شأن اتصالاته بالسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك. وبثّت شبكة «سي إن إن» أن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي يعتزم تأكيد تقارير أفادت بأن ترامب ضغط عليه لإسقاط تحقيق في صلات محتملة بين فلين وروسيا، وذلك في شهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل. في الإطار ذاته، أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن البريطاني نايجل فاراج، أحد قادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، «شخص موضع اهتمام» في التحقيق الأميركي في اتصالات محتملة لحملة ترامب بموسكو. وأضافت أن فاراج ليس متهماً بارتكاب أي مخالفات، وليس مشبوهاً أو هدفاً للتحقيق الأميركي. واستدركت أن الرئيس السابق لحزب «الاستقلال» البريطاني «أثار اهتمام» المحققين في «أف بي آي»، «بسبب علاقاته مع أفراد على صلة بحملة ترامب وجوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس للتسريبات». وعلّق فاراج على تقرير الصحيفة قائلاً: «لا أصدق ذلك، ليس لي أي صلات. لم أزر روسيا قط، ولم تكن لي أي أعمال معها». ووصف ناطق باسم حزب «الاستقلال» التقرير بالسخيف، وزاد: «على حد علمي فإن السياسي الروسي الجدي الوحيد الذي أمضى نايجل بعض الوقت معه، هو (لاعب الشطرنج) غاري كاسباروف». في غضون ذلك، اعتبرت هيلاري كلينتون أن خدعاً وقصصاً إخبارية كاذبة نُشرت على موقع «فايسبوك» ساهمت في خسارتها الانتخابات. وأيّد ترامب التحقيق في ممارسات مسؤولين في أجهزة الأمن وجهات أخرى في عهد أوباما، بعدما كشف أن مستشارين لحملة ترامب اطلعوا على تفاصيل اتصالات خارجية سرية، من دون قصد.