قد يحاول بعضهم التغلّب على الضجيج بخلق ضجيج آخر أشد منه، مثل محاولة رفع صوت راديو السيارة أو السماعة ليطغى على صوت ضجيج الشارع، أو رفع صوت التلفزيون أثناء استخدام المكنسة الكهربائية، فتكون النتيجة تعريض الأذن لأصوات ذات شدة قوية، ما يؤثر في السمع في صورة موقتة، وفي حال حدث مثل هذا الأمر مراراً، فإن العواقب على السمع قد تكون وخيمة. الضجيج، مهما كان نوعه، يمكن أن يخرّب السمع خلال فترة زمنية قصيرة أو طويلة، وذلك تبعاً لمدة التعرّض. فالتعرض المتكرر للضوضاء الشديدة أو المتوسطة طيلة فترة طويلة، يلحق أضراراً بالغة بالأنسجة اللينة للأذن الداخلية، خصوصاً النهايات العصبية الخاصة بسماع الأصوات، وإذا ما لحق الخراب بواحدة أو أكثر من هذه النهايات، فإن فقدانها يصبح نهائيا،ً وهنا الكارثة. الضجيج اليوم أصبح في كل مكان، وحتى في المنزل بسبب الأدوات الكهربائية المنزلية، لذا يزداد عدد المصابين بنقص السمع الخفيف نتيجة الغسالات الكهربائية التي تبلغ قوة الصوت فيها 78 ديسيبل. وهناك نقص السمع المتوسط الناجم عن المكيفات والمكانس الكهربائية وخلاطات الطعام. وهناك نقص سمع أشد نتيجة ضجيج السيارات والقطارات. وهناك نقص سمع أقوى من كل ما ذكرناه سببه ضجيج المطارات والحفلات الصاخبة والانفجارات. ومن باب العلم، فإن الصوت العالي في الحفلات الصاخبة يمكن أن تصل قوته من 105 الى 110 ديسيبل، والتعرض لمثل هذا الصوت لمدة 30 دقيقة يتسبّب في إصابة الأذنين بالطرش. ولا يؤثر الضجيج في السمع وحسب، بل إن أعضاء الجسم كلها تتضرر منه، فيصاب الشخص بعوارض مختلفة، أهمها القلق، التوتر، زيادة دقات القلب، ارتفاع ضغط الدم، التعب، سرعة الغضب، العصبية، قلة التركيز، كثرة ارتكاب الأغلاط، وحتى الجنين وهو في بطن أمه لا يسلم من شر الضجيج، فرأفة بالسامعين.