الضجيج من سمات هذا العصر، فهو يلاحق الناس في حلهم وترحالهم، وعندما يصل الضجيج إلى مستويات عالية فإنه يترك تداعيات سلبية على الصحة. وأول عضو يتأثر بالضجيج هو الأذن، فالضوضاء العالية تقود في نهاية المطاف إلى تدمير الخلايا الشعرية الحسية في الأذن الداخلية فيحدث ضعف في السمع قد ينتهي بطرش دائم. وهناك جملة من المؤشرات التي يجب أخذها في الاعتبار حول إمكان الإصابة بضعف السمع نتيجة الضجيج، مثل الطلب من الآخرين رفع أصواتهم للتمكن من سماعهم، والمعاناة من الطنين المستمر، ورفع صوت التلفزيون، وإذا رصد واحد أو أكثر من هذه الظواهر فإنه تجب استشارة الطبيب لمنع الضجيج من تحقيق مآربه. وليست الأذن وحدها هي التي تتأثر بالضجيج، بل إن أعضاء أخرى في الجسم تنال نصيبها من الضرر، خصوصاً المخ. فالضجيج يحرّض الدماغ ويجعل خلاياه العصبية في حال من الاستنفار المستمر من دون مبرر ما يترك تأثيرات سيئة على وظائف الدماغ. وأكثر الوظائف الدماغية التي تتأذى بالضجيج هو النوم، فالحرمان منه في شكل متكرر يؤدي إلى خلل في إفراز هرمونات الجسم، وإلى الإصابة بالقلق والأرق والصداع واليأس، وربما إلى تضرر الأوعية الدموية. وإذا بلغ الضجيج حداً كبيراً فإن نوعية النوم تصبح سيئة للغاية، ويغدو الدخول إلى عالم النوم مسألة شاقة، وتتأثر مرحلة النوم العميق بقوة، والمعروف عن هذه المرحلة أنها مرحلة مهمة من مراحل النوم، بل أهمها على الإطلاق، كونها تفسح في المجال للخلايا العصبية لتأخذ قسطها من الراحة الضرورية وتباشر أعمالها مجدداً. إن تأثير الضجيج في النوم قد يدفع البعض إلى الاستنجاد بالأدوية المهدئة والمنومات، ما قد يؤدي إلى مطبات صحية هم في غنى عنها.