واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لقاءاته في بغداد، في نطاق تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر القمة في آذار المقبل. وقال في كلمة ألقاها أمام البرلمان امس إن «الجامعة تتطلع إلى أن يقود العراق العمل العربي المشترك من خلال استضافته القمة». وكان موسى التقى اول من امس رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي. وجاء في بيان لمكتب نائب طالباني طارق الهاشمي انه «بحث مع الأمين العام للجامعة العربية في موضوع القمة المقرر انعقادها في بغداد خلال آذار المقبل والاستعدادات اللازمة لإنجاحها». وعبّر البيان عن «تقديره لموقف الجامعة العربية ووقفتها مع الشعب العراقي»، مؤكداً أن «زيارة موسى دليل حرص واهتمام من الجامعة على انعقاد القمة في موعدها في بغداد». وأضاف أن «العراق من جانبه عازم على مواجهة التحدي وملتزم تهيئة الظروف والمستلزمات والتحضيرات المطلوبة لعقد القمة بنجاح». والتقى موسى أيضاً رئيس البرلمان أسامة النجيفي الذي اكد بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أن «القمة العربية ستجمع الدول العربية حول طاولة واحدة، إذ سيكون العراق موجوداً وكذلك الكويت والسعودية، ويمكن أن يجلسوا ويتفاهموا على كل الأمور»، وأضاف أن «الجامعة العربية سيكون لها دور إيجابي في هذا الموضوع». ونقل البيان عن النجيفي قوله: «نأمل بحضور عربي كامل لمؤتمر القمة «، مشدداً على أن « العراق يحتاج إلى العرب مثلما يحتاج العرب إلى العراق البلد المهم في المنطقة والعالم». وعقد موسى امس مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع زعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي الذي ثمن دور الجامعة في احتضان المصالحة العراقية. وأكد القيادي في «العراقية» جمال البطيخ أن «زيارة الأمين العام تؤكد ثقة المحيط العربي بإمكانات وقدرات البلاد في إنجاح مؤتمر القمة المزمع إقامته في بغداد». وأوضح في تصريح إلى «الحياة» أن «موسى بحث مع جميع مكونات العملية السياسية في التحضيرات والخطط المعدة لإتمام انعقاد القمة في بغداد والذي سيعد مكسباً كبيراً يسجل لمصلحة العراق ويؤكد للجميع انه تجاوز محنته بسلام». وقال النائب عن «التحالف الوطني» شروان الوائلي إن «العراق قادر على استضافة القمة العربية في موعدها المحدد وبتنظيم عالي المستوى». وأشار في تصريحات صحافية إلى أن «العراق أنهى استعداداته اللوجستية والأمنية لعقد القمة منذ زمن الحكومة السابقة، وهو قادر على إقامتها بأعلى مستوى». ونفى الوائلي وجود تحفظات عربية عن عقد القمة في بغداد ، مؤكداً أن «ليس هناك أي تحفظات، وأنما هناك بعض الآراء التي شككت بقدرة العراق، لكن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الحالية لبغداد أزالت هذا التشكيك». وشدد موسى على أن الجامعة تتطلع إلى أن «يقود العراق العمل العربي المشترك من خلال استضافته القمة المقبلة التي ستكون منطلقاً لصفحات جديدة لهذه المنطقة»، مشيداً بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتفعيل عملية المصالحة الوطنية. وقال موسى في كلمة أمام البرلمان أمس إن « عملية المصالحة والوفاق سائرة على قدم وساق، والوضع في العراق افضل حالياً، وأنا واثق بأن الشعب العراقي سيعبر الأزمة «، داعياً في الوقت نفسه «إلى حماية المسيحيين ومواجهة العمليات التي تستهدفهم». وأضاف « اشعر أن استرداد العراق لعافيته، ينعكس إيجاباً على المنطقة التي تسترد هي الأخرى عافيتها ويجب أن نتحدث عن العراق وتأثيره في دول الجوار وهو تأثير بناء وإيجابي لترسيخ التعاون». وأوضح أن «الجامعة العربية تعمل لتأكيد استقرار الدول العربية وازدهارها والتعاون الاقتصادي والاجتماعي وستعقد القمة التنموية الثانية قريباً في مصر لتبحث في أمور عدة». وأشار إلى أن «الأزمة في العراق جعلت الجامعة العربية تشمر عن ساعدها وتدعو إلى المصالحة في مؤتمر عقدته برعايتها عام 2005 حضت خلاله العراقيين على رص الصفوف والتلاحم ونبذ النعرات الطائفية». وأضاف أن «الجامعة تريد أن تقوم بواجبها لرفع المعاناة عن العراقيين وقد بدأتم (الحكومة ) ووفقتم بإزالة تبعات الفصل السابع ويجب أن تخفف الديون وتزداد الاستثمارات». وتعهد موسى بأن تقدم الجامعة العربية الدعم الكامل وتتحمل كل مسؤولياتها تجاه العراق. وأشار إلى أن «التنوع في مكونات دول المنطقة يجب أن يكون مصدر قوة لا تعطيل، والقمة ستكون منطلقاً لفتح صفحات جديدة». وأضاف أن «المشاكل التي نواجهها ليست سياسية واقتصادية فقط، وإنما ثقافية أيضاً، فقد عانينا من صراع الحضارات وهناك اتهامات وجهت إلينا ونعمل على مواجهة الأزمة مواجهة تنويرية وتثقيفية». وأوضح أن «هناك أزمات تصيب أو تمس مجتمعاتنا مثل ما حدث للمسيحيين وهذا الأمر لا نقبله ولا نقبل بأي تدخل اجنبي أو خارجي».