صعّدت حركة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة هجماتها في نيجيريا، إذ ارتكبت مجزرة أوقعت مئات القتلى من المدنيين، فيما تعهدت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا مساعدة أبوجا في العثور على أكثر من مئتي تلميذة خطفتهنّ الحركة الشهر الماضي. وقال مسؤول إعلامي في ولاية بورنو شمال شرقي البلاد على حدودها مع الكاميرون، إن مئات قُتِلوا بعدما اقتحم مسلحون من الحركة، مستقلّين آليات مدرعة مطليّة بألوان قوات الأمن، مدينة غامبورو نغالا الإثنين الماضي ودمّروها، إذ أحرقوا السوق التي تزدحم ليلاً، بسبب الحرّ نهاراً، وغالبية المتاجر ومنازل وسيارات ومكتب الجمارك ومركز الشرطة. وأشار سناتور عن المنطقة إلى مقتل 300 شخص، لافتاً إلى أن الهجوم دام 12 ساعة. ونقلت وكالة «رويترز» عن شرطي إن مسلحي «بوكو حرام» ذبحوا مدنيين. أتى ذلك فيما عرضت الشرطة النيجيرية مكافأة مقدارها 300 ألف دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إنقاذ 276 تلميذة خطفتهن «بوكو حرام» في 14 نيسان (أبريل) الماضي في شيبوك شرق بورنو. وأعلن زعيم الحركة أبو بكر شيكو مسؤوليته عن خطف الفتيات، مهدداً ب «بيعهنّ في السوق». وأعلنت الخارجية الأميركية أن لديها معلومات تفيد باحتمال نقل الفتيات إلى دول مجاورة، لكن الكاميرون وتشاد اعتبرتا أن المعلومات في هذا الشأن «بلا أساس». وأُعلِن امس أن «بوكو حرام» خطفت 11 فتاة أخرى الأحد الماضي في ولاية بورنو، وهي معقل الحركة، علماً أن مؤسسة الأزهر الشريف حضتها على إطلاق الفتيات، معتبرة أن خطفهنّ «لا يمت بصلة إلى التعاليم السمحة والنبيلة للإسلام». ورجّح الرئيس الأميركي باراك اوباما أن يكون خطف التلميذات «الحادث الذي سيساهم في تعبئة المجتمع الدولي بأكمله، للتحرّك ضد هذه الجماعة الخسيسة التي ارتكبت هذه الجريمة الفظيعة». واعلن أن النيجيريين «قبلوا مساعدتنا التي سيشارك فيها عسكريون وشرطيون ووكالات على الأرض، لمحاولة تحديد مكان تواجد التلميذات والمساعدة» في العثور عليهنّ. وأكدت أبوجا أن واشنطن تعتزم «إرسال عناصر أمن أميركيين، للتعاون مع نظرائهم النيجيريين في إطار عمليات البحث». في السياق ذاته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن بلاده اقترحت على نيجيريا إرسال «فريق متخصص» للمساعدة في العثور على التلميذات، مشيراً إلى أن الرئيس فرنسوا هولاند أمر ب «وضع أجهزة (الاستخبارات) في تصرّف نيجيريا ودول الجوار». وذكر ناطق باسم الحكومة الفرنسية أن هولاند مستعد ل «بذل كل جهد لمساعدة نيجيريا في مطاردة (بوكو حرام) والعثور على الرهائن». وأضاف: «نواجه إحدى أشرس العمليات الإرهابية التي تستهدف خطف أطفال والإتجار بهم». وأعلن ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن لندن سترسل مستشارين حكوميين إلى نيجيريا، للمساهمة في إطلاق التلميذات. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عرض «مساعدة عملية»، معتبراً أن «استخدام بوكو حرام الفتيات غنائم حرب وإرهاب، أمر مثير للاشمئزاز وليس أخلاقياً». لكنه استدرك أن هذه المسألة «تخصّ نيجيريا في المقام الأول». وخيّم خطف التلميذات ومجزرة غامبورو نغالا على «المنتدى الاقتصادي لأفريقيا» الذي افتُتِح في أبوجا أمس وسط تدابير أمن مشددة. وأبلغ رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، عزم بلاده على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ العام الماضي 13.6 بليون دولار.