قُتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وجُرح عشرات بقصف شنّه تنظيم «داعش» على أحياء تسيطر عليها القوات النظامية السورية في مدينة دير الزور بشرق البلاد، فيما تجدد الاقتتال بين فصائل المعارضة في غوطة دمشقالشرقية، في ظل معلومات عن سعي فصيل «جيش الإسلام» إلى السيطرة على بلدة خاضعة لفصيل «فيلق الرحمن» المنافس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن طائرات يُرجّح أنها تابعة للتحالف الدولي قصفت بلدة القورية بريف دير الزور، ما أدى إلى مقتل سيدة وطفليها، بينما استهدفت طائرات أخرى سيارة لتنظيم «داعش» في قرية الزباري وسيارة أخرى في بلدة البوليل بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر من التنظيم. وأشار «المرصد»، في غضون ذلك، إلى اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في حيي الحويقة والرصافة بمدينة دير الزور، «ترافق مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك». وجاء ذلك بعد يوم دام شهدته المدينة، إذ أوقع قصف استهدف أحياء سيطرة القوات النظامية 14 قتيلاً، وفق «المرصد» الذي أشار إلى أن القصف وقع خلال تجمّع العائلات للإفطار. أما وكالة «سانا» الحكومية السورية فأوردت أن قصف «داعش» على حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور أوقع 15 قتيلاً و52 جريحاً «معظمهم من الأطفال والنساء». وتتقاسم القوات النظامية وتنظيم «داعش» السيطرة على أحياء مدينة دير الزور ومحيطها. ويحاصر «داعش» منذ قرابة ثلاث سنوات الأحياء المتبقية تحت سيطرة الحكومة في المدينة، بما في ذلك المطار العسكري وقاعدة عسكرية ضخمة. ووزع «داعش» أمس، صوراً لمساعدات إغاثية أُلقيت من الجو وسقطت في مناطق سيطرته بدل مناطق سيطرة القوات النظامية. وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» بأن مسكنة التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها «داعش» في محافظة حلب، شهدت منذ صباح أمس قصفاً جوياً وبرياً عنيفاً من القوات النظامية والمدفعية الروسية والطائرات الحربية والمروحية. وأوضح «أن عدد الضربات الجوية والمدفعية تجاوز 225 ضربة، في محاولة من قوات النظام تغطية تقدم قواتها والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية نحو بلدة مسكنة». ووصلت القوات المهاجمة في 27 أيار (مايو) الجاري إلى تخوم هذه البلدة، بعدما سيطرت على عشرات القرى والمزارع في محيطها. وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن القوات النظامية قصفت جرود فليطة في القلمون الغربي، فيما سقطت قذيفة على أطراف قرية المحمدية في الغوطة الشرقية. وفي إطار مرتبط، أورد «المرصد» معلومات عن «تجدد الاقتتال بوتيرة عنيفة» بين فصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» في مزارع الأشعري في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن «جيش الإسلام» يحاول السيطرة على هذه المنطقة وانتزاعها من أيدي منافسيه. وتابع أن الاقتتال الجديد تسبب في مقتل مواطن مدني خلال عمله في أرضه القريبة من منطقة الاشتباكات. وكان «المرصد» أشار منذ أسبوع إلى توتر يسود الغوطة الشرقية بين «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن»، موضحاً أن عودة التوتر مرتبطة بقيام حواجز «فيلق الرحمن» المنتشرة على نقاط التماس مع مناطق سيطرة «جيش الإسلام» بإغلاق الطرقات من مناطق سيطرته وإليها و «منع دخول وخروج أي شخص ضمن قطاعات الغوطة الشرقية ومناطقها... ما أثار استياء المواطنين والأهالي». وتتقاسم الفصائل السيطرة على الغوطة الشرقية. إذ ينتشر «جيش الإسلام» في مناطق دوما والريحان وأوتايا والشيفونية ومسرابا وبيت نايم التابعة لقطاع دوما وريفها وقطاع المرج، فيما يسيطر «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» على بلدات ومدن الأفتريس والمحمدية وسقبا وحمورية وكفربطنا وزملكا وحزة ومديرا وعربين وعين ترما وبيت سوى وجسرين والتي تعد مناطق قطاع أوسط من الغوطة الشرقية. وكان اقتتال الفصائل في الغوطة في نيسان (أبريل) الماضي أودى بحياة ما لا يقل عن 156 من عناصر الطرفين بينهم نحو 67 من «جيش الإسلام». وفي محافظة درعا (جنوب)، قال «المرصد» إن القوات النظامية قصفت بعد منتصف ليلة الاثنين- الثلثاء بلدتي داعل والغارية الغربية بريف درعا الشرقي، فيما تعرضت درعا البلد بمدينة درعا لقصف من القوات النظامية صباح أمس. ونشرت صفحات معارضة صوراً لقصف عنيف من الفصائل على بلدة خربة غزالة الواقعة على الطريق الرئيسي شمال درعا، موضحة أن القصف استهدف تعزيزات ضخمة تتجه نحو مدينة درعا بهدف شن هجوم واسع يستهدف، كما يبدو، استعادة حي المنشية الذي سيطرت عليه الفصائل أخيراً وربما التقدم أيضاً نحو الحدود الأردنية (معبر نصيب). وتزعم صفحات المعارضة أن هذه الحشود تتألف من عناصر في ميليشيات شيعية مختلفة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية. وفي محافظة حماة (وسط)، قال «المرصد» إن طائرات حربية شنّت بعد منتصف ليلة الإثنين- الثلثاء غارات على قرية تبارة الديبة قرب عقارب في ريف سلمية الشرقي بريف حماة الشرقي، وعلى مناطق أخرى في ريف سلمية.