استفادت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من اقتتال «الأشقاء» في الفصائل الإسلامية وسيطرت على عشر قرى بينها دير العصافير التي تشكل خسارة استراتيجية، كونها «قلعة عسكرية» و «سلة غذائية» للغوطة الشرقية المحاصرة، في وقت أكد مسؤول أميركي بدء الجيش الروسي بناء قاعدة متقدمة في تدمر الأثرية بمثابة «جسر متقدم» في الشرق الأوسط، وذلك بعد نفي موسكو لهذه الأنباء. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «سيطرت قوات النظام وحزب الله اللبناني على بلدة دير العصافير الاستراتيجية، كبرى بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، بعد هجمات مستمرة منذ شباط (فبراير) الماضي». وأكد في وقت لاحق سيطرة قوات النظام وحزب الله «بإسناد مدفعي وجوي على كامل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية» والذي يضم إلى جانب دير العصافير تسع قرى وبلدات في محيطها، متحدثاً عن نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة. وكانت هذه البلدات منذ العام 2012 تحت سيطرة فصائل إسلامية عدة، منها «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن»، فضلاً عن عناصر ل «جبهة النصرة». وقال «المرصد» إن «قوات النظام وحلفائه استغلت الاقتتال المستمر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية لشن هجوم انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامناً مع قصف جوي كثيف»، قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية. وبعد سيطرتها على دير العصافير صباحاً، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها «من التقدم السريع في جنوب الغوطة جراء انسحاب مقاتلي الفصائل بعد خسارتهم دير العصافير خشية الوقوع في الحصار». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض: «بسقوط هذه القرى في أيدي قوات النظام باتت الغوطة الشرقية مهددة بخسارة سلتها الغذائية المتمثلة بالقطاع الجنوبي»، فيما قال نشطاء معارضون إن «أكثر من 40 ألف دونم من الأراضي المزروعة قمحاً أصبحت في أيدي النظام»، ما شجع بعضهم على تسميتها ب «نكبة الغوطة». وقال «المرصد» إن قاذفات سورية شنت غارات على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى «في مجزرة هي الثانية خلال 24 ساعة ترتكبها قوات النظام». إلى ذلك، قال ستيف وارن الناطق باسم الجيش الأميركي في مؤتمر بالدائرة التلفزيونية المغلقة من بغداد، إن «القدرات» العسكرية الروسية في سورية «هي ذاتها تقريباً، أو شبه مماثلة» لما كانت عليه قبل إعلان الرئيس فلاديمير بوتين في منتصف آذار (مارس) الماضي خفض الوجود العسكري. وأكد أن القوات الروسية أقامت «قاعدة متقدمة» في تدمر (وسط سورية) التي حررتها القوات النظامية السورية في آذار من عناصر التنظيم المتطرف. وأضاف: «من المبكر معرفة أن كانت القاعدة لأمد بعيد أو قصير». وقال إن هذه القاعدة تمنح الروس «رأس جسر لحضور أكثر استقراراً في المنطقة»، علما أن مسؤولا روسياً نفى أول من أمس تقريراً لمركز أبحاث أميركي عن وجود قاعدة كهذه.