وصل الطفل السيامي السوداني محمد المر مساء أول من أمس (الأحد)، إلى المملكة، بعدما تكفل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعلاجه واستضافة أسرته حتى يكمل علاجه، فيما تقرر إجراء الجراحة له يوم الخميس المقبل. وودع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي جعفر في مطار الخرطوم الدولي الطفل وأسرته القادمين من ولاية شمال دارفور السودانية، بحضور وزيرة الدولة في وزارة الصحة السودانية فردوس عبدالرحمن يوسف، ومديرة منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتورة نعيمة القصير. وقال السفير جعفر: «إن هذه اللفتة الإنسانية هي ديدن خادم الحرمين في المناسبات الإنسانية». من جانبهما، عبَّرتا الوزيرة عبدالرحمن والقصير عن سعادتهما بهذا التوجيه، وقالتا إنها «جهود تستحق الثناء والتقدير». وأجرى جراحون سعوديون 35 جراحة معقدة ودقيقة لفصل التوائم السيامية، الذين يقدر عددهم ب70 توأماً، في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية، بقيادة وزير الصحة السعودي الأسبق الجراح الدكتور عبدالله الربيعة. وتعود أول جراحة فصل توأم في السعودية إلى العام 1990، لتوأم سيامي سعودي ملتصق في منطقة البطن، وبعد نجاح الجراحة توالت جراحات فصل التوائم في المملكة. وانتقل إجراء الجراحات من مستشفى الملك فيصل التخصصي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، وبلغ عدد الجراحات من العام 1990، 35 جراحة خلال 26 عاماً، منها 32 جراحة فصل توائم، وثلاث جراحات للتوائم الطفيلية. ولم تقتصر جراحات فصل التوائم السيامية على السعوديين، بل وصلت إلى أكثر من 19 دولة موزعة على ثلاث قارات، متجاوزة اللون والجنس والدين، لأطفال من ماليزيا، والفيليبين، وبولندا، والكاميرون، وباكستان، ودول عربية، منها: السودان، ومصر، والعراق، واليمن، والمغرب، والجزائر، وعُمان، والأردن، وسورية، إضافة إلى تسعة أطفال من السعودية. وأجريت آخر جراحة لفصل توأم سيامي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للسعوديتين «إيلين وإيلا» في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض.