تعيش المدن العراقية حالة من الترقب والخوف من «غزوات رمضان» التي توعدها بها «داعش»، فيما يواصل الجيش تقدمه في أحياء الموصل القديمة ويقترب أكثر من جامع النوري، الذي أعلن منه زعيم التنظيم «دولة الخلافة» عام 2014. ويستمر الحشد «الشعبي» في تقدمه باتجاه الحدود السورية بعد سيطرته على قضاء الحمدانية. وطاولت «غزوات رمضان» أمس ديالى، إذ شن «داعش» هجوماً انتحارياً على مبنى المحافظة. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «الانتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً ومتنكراً بملابس نسائية، وفجر نفسه وسط مجموعة من المراجعين بعد فشله في الوصول إلى داخل المبنى». وأضاف: «الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً مشدداً في محيط المبنى وكثفت إجراءاتها». وأعلن قائد الشرطة، خلال مؤتمر صحافي، عقب التفجير أن «السلطات الأمنية حصلت على معلومات عن تحضير الإرهابيين غزوة رمضان أو هجوم على المجمع الحكومي في المحافظة، فنشرنا فرق كشافة عند مداخل المدن والشوارع المكتظة، وتمكنا من إحباط الهجوم ما اضطر الانتحاري إلى تفجير نفسه على بعد 30 متراً وسط الجموع». في الموصل، استمر الجيش في حملته لتطويق المدينة القديمة من محور حي الشفاء في محاذاة ضفاف دجلة، بالتزامن مع اقتحام الشرطة الاتحادية حي الزنجيلي المجاور، بينما تتولى قوات مكافحة الإرهاب الجهة الغربية وحي الصحة، في محاولة لاستعادة آخر معاقل التنظيم. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس: «أحرزنا تقدماً وسيطرنا على أهداف حيوية في حي الزنجيلي، بعد أن نشرت قطعاتنا مضادات للعجلات المدرعة والمفخخة في عمق 300 متر وسط الحي»، وأضاف أن «عناصر داعش يفرون ويتركون أسلحتهم، وسيطرنا على مضافات ومركز إعلامي، فيما تستهدف مدفعية الميدان دفاعات العدو شمال المدينة القديمة». وأفاد مصدر أمني بأن «اشتباكات ضارية دارت في محيط المستشفى العام بعد تطويقه في حي الشفاء، وتعرضت قوات الرد السريع والجيش لبعض الخسائر في معارك مجمع مباني مدينة الطب، في هجمات انتحارية مباغتة من عناصر التنظيم، ما أجبرها على التراجع موقتاً»، مشيراً إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب سيتمكن من السيطرة على حي الصحة قريباً جداً». وأظهرت لقطات مصورة شدة المعارك الجارية وضراوتها، وسط استمرار عمليات القصف المكثف وصعوبة فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين، في وقت رفض قادة ميدانيون تحديد مهلة لإعلان حسم المعركة، بخلاف توقعات سابقة ذهبت إلى إمكان السيطرة على المدينة بحلول شهر رمضان. وأقرت قيادة العمليات المشتركة بقتل «قائدين كبيرين في الجيش خلال المعارك الجارية»، مشيرة إلى أنهما «العقيد في المشاة رفاق عبدالباقي ضاحي عزيز السعدون، والشهيد البطل العقيد درع أحمد كاظم أحمد جاهد التميمي آمر الفوج الأول». إلى ذلك، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس، «تحرير ناحية القحطانية بالكامل وبدء تمشيط القضاء والبحث عن العناصر الهاربة»، وأضافت أنها «تقدمت من محورين، باتجاه مجمع الجزيرة الحكومي غرب الناحية بعملية التفافية». في النجف، أفادت مديرية الشرطة بأنها تنفذ خطة أمنية تحسباً ل «غزوات رمضان» «لحماية المراقد والمزارات والجوامع والحسينيات، وتسهيل ممارسة الشعائر الدينية والعبادات الخاصة بالشهر الكريم على مدى 24 ساعة، تشارك في تنفيذها أفواج الطوارئ وقوات سوات ودوريات النجدة وبقية الأجهزة الأمنية».