ذكر قائد القوة الصاروخية التابعة ل «الحرس الثوري» الإيراني أمير علي حاجي زادة، أن هذه القوة أنجزت ثالث معمل لصنع الصواريخ تحت الأرض، من دون إعطاء تفاصيل عن مكان وحجم هذا المعمل الذي اكتفى بالقول إنه أنشئ خلال السنوات الأخيرة ، مشيراً للمرة الأولى إلى «مدن صاروخية تحت الأرض». أتى ذلك بعد ثلاثة أسابيع على قرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات على شركات وشخصيات في إيران والصين، على خلفية المنظومة الصاروخية الإيرانية. وأشار القرار الأميركي إلى شركات صينية متورطة في مساعدة إيران في المجال الصاروخي وهو ما نفته بكين. وردت إيران في حينه بوضع شركات وشخصيات أميركية اعتبرتها متورطة في «قمع الشعب الفلسطيني وتزويد إسرائيل معدات وتجهيزات ودعم الحركات الإرهابية في سورية والعراق»، على لائحة عقوبات إيرانية . وتختلف إيرانوالولاياتالمتحدة في قراءة الفقرة المتعلقة بالصواريخ، الواردة في الاتفاق النووي المودع لدى مجلس الأمن. وترى طهران أن القرار 2231 الصادر من المجلس يحظر عليها إنتاج وحيازة صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، لكنها تعتقد أن تأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم وجود برنامج عسكري لإيران، يجعل الأخيرة في حلّ من أمرها بشأن إنتاج الصواريخ، باعتبار أن القرار 2231 يتعلق باستخدام رؤوس نووية وليس الصواريخ، في حين ترى الولاياتالمتحدة أن إيران لا يمكنها إنتاج الصورايخ الباليستية وحيازتها بغض النظر عما إذا كانت تمتلك هذه الرؤوس أو لا. وكان «الحرس» اختبر صواريخ باليستية منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ بداية العام 2016، وأعلنت أنها غير معنية بالتفسير الأميركي و «تتصرف على أساس مصالحها وأمنها القومي». وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني «الحرس» خلال مناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات لسعيه إلى إفشال الاتفاق النووي عندما عرض نفقاً تحت الأرض يحتوى على عشرات الصواريخ كتب عليها: «الموت لإسرائيل»، إلا أن روحاني عاد وكرر خلال مؤتمر صحافي عقده الإثنين الماضي لمناسبة فوزه بالرئاسة، أن الصورايخ الإيرانية دفاعية وأن إيران لا تستأذن أحداً عندما ترى ضرورة في إجراء اختبار على صواريخها التي تصنعها في الداخل. وترى مصادر أن طهران تريد وضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام الأمر الواقع، خصوصاً قبل وضع هذه الإدارة آلية تعاطيها مع الملف الإيراني بعد الانتخابات الرئاسية في إيران، وكشف بعض المصادر عن وجود قنوات لترتيب لقاء بين الجانبين لمعالجة المشاكل العالقة. وقال المسؤول في «الحرس» إن صاروخ «دزفول» الباليستي وهو من نوع «أرض– أرض»، سيصنع في إيران، بعدما استكملت مرحلة الإعداد والتصميم، من دون أن يعطي تفاصيل عن هذا الصاروخ، لافتاً إلى أن المعامل الإيرانية تصنع أجزاء منظومتها الصاروخية ووقودها وبقية أجزائها كافة. وفي بادرة تحدي لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال حاجي زادة: «نحن نواصل تعزيز قدراتنا الصاروخية، ومن الطبيعي أن يشعر أعداؤنا في أميركا وإسرائيل بالاستياء والغضب من تصنيعنا الصواريخ واختبارها، وكذلك من بنائنا مدناً للصواريخ تحت الأرض، لأنهم يريدون أن يبقى الشعب الإيراني ضعيفاً». وزاد: «سنواصل تطوير قدراتنا الصاروخية إلى جانب صناعات وزارة الدفاع، ولن نولي اهتماماً للرعب الذي يشعر به تجار أميركا».