نذرت نجوى محمد ساعات صباحها الأولى لتصفح مواقع الإنترنت المتخصصة في أحوال الطقس في مدينة جدة، لا سيما ما يتعلق بوجود أمطار متوقعة على مدينتها، مفيدة أن عملية تصفح المواقع الإلكترونية المهتمة بأحوال الأجواء أصبح جزءاً من روتينها اليومي، إذ إنها تخشى على أطفالها من الذهاب إلى المدرسة في حال وجود توقعات ترجح هطول أمطار. وقالت: «أكسبتني عملية الاطلاع الدائم على تلك المواقع خبرات جمة في معرفة أحوال الطقس، إذ أصبحت المرجع الرئيس لأفراد أسرتي وصديقاتي اللائي يتواصلن معي دائماً بهدف معرفة التغيرات الجوية في جدة، خصوصاً بعد هطول الأمطار الكثيفة على جدة نهاية الأسبوع الماضي»، مرجعة أسباب متابعتها الدقيقة لتلك المواقع إلى خوفها من المطر والعواقب المترتبة عليه من غرق الشوارع وصعوبة التنقل داخل المدينة أثناء هطوله. وفي الوقت الذي تراقب فيه نجوى مواقع أحوال الطقس في الشبكة العنكبوتية، أصبحت نهلة الحربي خبيرة في قراءة الخرائط المناخية من كثرة تصفحها لتلك المواقع، وتقول: «أصبح لدي منذ كارثة جدة قبل أكثر من عام، هوس بتصفح المواقع الإلكترونية المتخصصة بأحوال الطقس العربية منها والأجنبية»، وتابعت: «مع استمرار دخولي لتلك المواقع أصبحت لدي خبرة في قراءة الخرائط المناخية وتوقعات وجود الأمطار أو العواصف الرملية»، مشيرة إلى قضاء غالبية وقتها هذه الأيام في تصفح تلك المواقع، ومضت في إفاداتها: «أعمل على تحديث مواقع أحوال الطقس ومتابعة التغيرات الجوية أولاً بأول طوال الوقت في هذه الفترة من العام التي يتوقع فيها هطول أمطار على مدينة جدة». وعللت نهلة سبب حرصها على عدم الخروج من المنزل في حال وجود توقعات تفيد بهطول الأمطار، أن ما يحدث في المحافظة الساحلية في كل مرة يهطل فيها المطر جعل الناس أكثر حرصاً وخوفاً. وفيما وجدت نجوى ونهلة في مواقع الإنترنت المتخصصة في أحوال الطقس طريقاً لكيفية التعامل مع الخطر المحتمل من المطر على جدة، انتقد إسماعيل قشقري عدم وجود تحذيرات من الدفاع المدني وأمانة محافظة جدة بخصوص إمكان هطول أمطار مجدداً على المحافظة. وأصاب قشقري (وهو أحد سكان مجمع أم الخير) وأفراد عائلته الذعر والخوف عند هطول أمطار خفيفة ظهر أمس (الإثنين)، وقال: «عدنا لمنزلنا في أم الخير من الشقق المفروشة التي أمضينا فيها أياماً عدة، بهدف تنظيفه وترتيبه، بيد أننا فوجئنا بهطول أمطار أصابتنا بالهلع، فلم نجد بداً من التفكير جدياً في الخروج فوراً من المنزل والعودة مجدداً لمسكننا الموقت، خصوصاً أن الخوف بدأ ينتابنا مرة أخرى والذكريات المؤلمة لحادثة العام قبل الماضي تتراءى أمام ناظرينا، من أن تدهمنا السيول مثل ما حدث الخميس الماضي». إلى ذلك، تشير توقعات الرئاسة العامة لأرصاد وحماية البيئة إلى استمرار تشكل السحب الركامية حتى الأربعاء المقبل، إلا أنها بحسب تأكيدات الرئاسة لا تستدعي حال «التحذير». وأوضحت الرئاسة أن الأجواء على جدة هي نتيجة كتلة هوائية باردة قادمة من جنوب البحر الأحمر، التقت مع كتلة دافئة على منطقة مكةالمكرمة، ما أسهم في تكون سحب ركامية رعدية نتجت منها أمطار خفيفة يوم أمس. ونصحت الأرصاد مرتادي البحر خصوصاً الصيادين بأخذ الحيطة والحذر بسبب ارتفاع الموج.