دان المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ «الأحداث المتتابعة التي يدبرها أعداء الإسلام للنيل من المسلمين، لاستعداء غير المسلمين على المسلمين بأي صورة أحدثوها، وبأي وسيلة ابتدعوها». وأكد المفتي خلال احتفال دارة الملك عبدالعزيز بافتتاح معرض تراث المملكة المخطوط الذي افتتحه أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن «هدف ذلك وغايته هو إضعاف شأن الأمة المسلمة وإحداث الفوضى بين صفوفها وتدمير كيانها وتسلق الأعداء عليها». وقال، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية: «إن ما حدث في مصر من هذه الأحداث الخطرة التي شجبها العالم كله - والمملكة العربية السعودية أول شاجب لهذا الحدث ومستنكر له - لا يخدم الإسلام وليس له صلة وإنما يستعدي على الإسلام». وأضاف: «إن مما تفتخر به الأمة هذا التراث العظيم الذي خلفه لنا علماء أجلاء فضلاء في جوانب العلوم الشرعية خصوصاً تفسير وفقه وحديث ولغة وغير ذلك تمثل في عدد من المخطوطات النفيسة التي كتبها علماء هذه الأمة في هذا البلد المبارك، ثم لنعلم أن العصور السابقة ما عصر من العصور إلا وللعلماء نشاط في التأليف والكتابة في خدمة الكتاب والسنة وعلومهما. وتابع: «إن هناك مؤلفات كثيرة نافعة ومفيدة وهذه المؤلفات بقي كثير منها عند ورثة أصحابها حبيسة الأدراج لا ينتفع بها إلا قليل من الناس وكانت هناك حاجة ماسة إلى البحث في هذه المخطوطات وإبرازها والمحافظة عليها لتكون زاداً للأجيال المتلاحقة ليستفيدوا منها ومن علومها». وزاد: «هذه المخطوطات تعرضت لأمور بعضها ربما سلط عليها من انتهب ونقلت عن هذه البلاد وبعضها تعرض لعوامل من سوء التنظيم وسوء الحفظ إلى أن أكلتها شيء من الأرضة أو الرطوبة أو انمحت بعض حروفها فكان للحاجة لجمع هذه المخطوطات في موضع واحد والعناية بها أمر عظيم والدارة قد خطت خطوات عظيمة تشكر على ذلك لأنها اهتمت بهذه المخطوطات واهتمت بأماكنها وجمعتها واهتمت بها واعتنت بحفظها وصيانتها وترميمها وإصلاح الخلل فيها، وهذا أمر تحمد عليه الدارة لأن هذه ثروة علمية تنبئنا بالنشاط العلمي والنشاط الفكري لهذه الجزيرة منذ قيام هذه الدعوة المباركة التي نفع الله بها وأصلح بها الجميع وجمع بها الكلمة. إن العناية بهذه المخطوطات أمر مهم، وإن من الخطأ أن يتصور البعض أن هذه المخطوطات التي لآبائه وأسلافه تبقى عنده حبيسة لا ينتفع بها أحد ولا يستفيد منها أحد، وهذا في الحقيقة جناية عليها وإهدار لمكانتها ووجودها في هذه الدارة، هذه التقنية الحديثة والنظام الجيد يكفل لها الاستمرار وانتفاع الأجيال المتعاقبة ليستفيدوا منها ما دامت الحاجة إلى ذلك».