قرأت مقال الكاتب عبدالعزيز السويد، بعنوان «قضايا في العناية»، ورد المستشار الإعلامي لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالملك بن عبدالعزيز الشلهوب على المقال، وكلاهما يتحدثان عن قضية دبلوم اللغة الإنكليزية، وأحببت أن أسطر هذا الرد لأني أحد المعنيين بالمقال والرد. عندما ذكر الكاتب السويد أن الجامعة أطالت أمد القضية فإنه لم يأتِ بشيء من مخيلته، بل إنه ذكر الحقيقة بلا مواربة ولا مجاملة، ولعل الحقيقة وحدها هي ما أثار حفيظة عبدالملك الشلهوب وجعلته يرد للمرة الأولى، وعلى غير المعهود من مسؤولي الجامعة الذين عودونا على السكوت والإطراق عندما يمر ذكر قضية الدبلوم على مسامعهم، والسكوت عن الحديث عن القضية هو أمر معروف لدى المهتمين بها عند محاولتهم الاتصال بمسؤولي الجامعة والاستفسار عما آل إليه مصيرها، وقد عانوا مثلما عانينا من هذا الصمت المطبق. وعندما ذكر السويد أن إطالة أمد القضية هو تكريس للصورة السلبية لعلاقة الجامعة بالمجتمع، فإن ذلك أمر صحيح ونتائجه فادحة، لأن المحصلة النهائية لإطالة أمد القضية لا يضرب ثقة المواطنين بالجامعة فحسب، ولكنه يضرب ثقتهم بالفائدة العائدة عليهم من اللجوء إلى القضاء، وبذلك تتراجع مكتسبات البلد التي أنفق على اكتسابها عشرات السنين، لتأتي مجموعة من الموظفين ويدكوا هذه المكتسبات دكاً بلا مبالاتهم. أما ثقة المواطنين فقد ذهبت منذ أمد بعيد عندما خرجت الجامعة عن أهدافها الرئيسة التي خطتها لها القيادة الحكيمة للبلد، وفتحت أبوابها للاستثمار وعقد الشراكات مع من لا همَّ لهم إلا الاتجار بآمال وطموحات شبابنا، عبر تصميم برامج تدمر مستقبلهم وأموالهم وأمنهم الاجتماعي والاقتصادي. وقد أورد الشلهوب في رده بأن الجامعة لا تزال تتابع إجراءات تنفيذ الحكم، وفي رأيي أنه إذا كان المسؤولون في الجامعة يريدون أن نطمئن لهذا الكلام، فهم مخطِئون، لأننا سمعنا هذا الكلام كثيراً، وفقد صدقه وصدقيته، لأن القضية مرَّت بثلاث موازنات ولم يتم تنفيذ الحكم في أي منها، ولن يتم. أما قول الشلهوب بأن مدير الجامعة أكد في أكثر من تصريح صحافي، وفي أكثر من مرة ونشر بالصحف، أن الجامعة أنهت من جانبها الإجراءات والمتطلبات كافة المتعلقة بها لصرف تلك المستحقات لا لشيء ولكن لخدمة الطلاب، بحسب تعبيره، فإن هذا التصريح لا يُعد حجة لهم بل هو حجة عليهم، لأن معناه الكامن هو أن الجامعة وجهت خطاباً للتعليم العالي، وبذلك تكون أنهت من جانبها الإجراءات، بحسب تصريحهم، وتكتفي الجامعة بذلك عوضاً عن تنفيذ الحكم، أما خدمة الطلاب فهي تأتي أولاً عبر حمايتهم من تكرار فتح مثل هذا الدبلوم، وإعادة حقوقهم كافة، والنظر جدياً إلى مستقبلهم المدمر. سطام العوض أحد خريجي دبلوم اللغة الإنكليزية