تعطي مصلحة الحميدي من يعرفها درساً في قوة الإرادة، فعلى رغم الوهن وقسوة العقود التي تحملها على عاتقها، تواصل حفظ القرآن الكريم من دون هوادة منذ 10 أعوام حصدت خلالها 20 جزءاً على رغم أنها لا تقرأ ولا تكتب، حتى نظمت لها حفلة تكريم نظير تفوقها وسرعة حفظها. وتمكنت الحميدي وهي من سكان مدينة الطائف غرب السعودية، من حفظ الأجزاء ال20 من كتاب الله الكريم، بالاستعانة بقراءة القرآن في الحرم المكي، أو من خلال أشرطة القرآن التي أحضرها لها أبناؤها، بعد انضمامها إلى إحدى حلقات تحفيظ القرآن في الطائف. وتقول إنها لم تدخل قط مدارس التعليم النظامية، مضيفة «لا أعرف القراءة ولا الكتابة، وكنت أتابع قراءة القرآن في الصلاة التي تنقل مباشرة من الحرم المكي، وأتمنى أن أحفظ ولو سورة الفاتحة». وتقول إنها عرضت على ابنها فكرة التحاقها بحلقات تحفيظ القرآن الكريم خلال الفترة المسائية، فتجاوب معها، وكان ذلك، مضيفة: «استطعت أن أحفظ في السنة الأولى أربعة أجزاء، ما سهل علي الحفظ، والآن أتممت حفظ 20 جزءاً، باعتماد السماع فقط». وتشير إلى أن أبناءها أحضروا لها «مسجلاً» وأشرطة للشيخ المنشاوي وشريط المعلم، فتستمع وتردد حتى تحفظ. وتتمنى أن تتمم حفظ كتاب الله، خصوصاً بعد أن شجعتها حلقة التحفيظ التي تنتظم فيها بتكريمها نظير تفوقها وسرعة إنجازها الواجبات المفروضة عليها من الحفظ.