قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إنه سيستغل زيارته المقبلة الى السعودية لحض زعماء الدول الإسلامية على «مكافحة الكراهية والتطرف» في الوقت الذي يسعون فيه إلى مستقبل سلمي. وأضاف ترامب، متحدثا في حفل تخرج بأكاديمية خفر السواحل الأميركي إنه سيلتمس شركاء جدداً في المنطقة «لأن علينا وقف الإرهاب الإسلامي الأصولي». وأعرب عن غضبه إزاء المشكلات السياسية التي يواجهها، قائلاً إن الظلم اللاحق به «لم يشهده رئيس أميركي على مر التاريخ». وحض ترمب، في مستهل كلمته، الخريجين في الأكاديمية على الاقتداء به قائلاً: «قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا. لا تستسلموا أبدا. وستجري الأمور بخير». وأضاف «لم يعامل أي سياسي في التاريخ، وأقولها بثقة كبيرة، بمثل هذه الطريقة السيئة أو (يتعرض لمثل) هذا الظلم. لا يمكن أن تدعوهم يحبطون عزيمتكم». ودخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على خط السجالات الدائرة حول اتهامات للرئيس ترامب بإطلاع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «معلومات سرية» خلال لقائهما في واشنطن الأسبوع الماضي. وهاجم بوتين بعنف «أوساطاً أميركية» اتهمها بأنها «تعاني انفصاماً سياسياً»، وأكد أن موسكو مستعدة لإطلاع مجلس الشيوخ على التسجيل الكامل لمحادثات لافروف في البيت الأبيض في حال وافقت الإدارة الأميركية على ذلك. في الوقت ذاته، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» وجود مذكرات لمكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) تظهر أن الرئيس الأميركي طلب من مدير الجهاز المعزول جيمس كومي إنهاء التحقيق في اتصالات أجراها مايكل فلين مع روسيا بصفته مساعداً لترامب. وشن بوتين هجوماً لاذعاً على أطراف في الولاياتالمتحدة اعتبرها تقف وراء الضجة الكبرى حول محادثات لافروف - ترامب. وقال أنها تعمل على تأجيج العداء لروسيا. وأضاف بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني بعد لقائهما في مدينة سوتشي الروسية، أن الذين «يفبركون هذه الاتهامات، إما أغبياء أو يشكلون خطراً جدياً ويلحقون ضرراً بالولاياتالمتحدة». وزاد أن موسكو لا يمكن إلا أن تشعر بقلق عندما ترى أن «الصراعات الأميركية الداخلية تتغذى على تأجيج العداء لروسيا» قبل أن يستدرك أن بلاده «لم تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة ولن تفعل». وأكد مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الدولية يوري أوشاكوف، عدم وجود تسجيل صوتي لمحادثات ترامب - لافروف، مشيراً إلى أن ما عرض بوتين تسليمه هو محضر مكتوب. وتعمد بوتين الذي أشاد ب «نتائج اللقاء المهم مع ترامب» أن يمازح وزير خارجيته بعبارات لاذعة، سخر فيها من الاتهامات الموجهة إلى ترامب، إذ قال أن «على الكرملين أن يوجه إنذاراً إلى سيرغي لافروف لأنه لم يطلعنا على المعلومات السرية التي حصل عليها». وزاد: «لم يبلغني ولم يبلغ الأجهزة الخاصة المعنية بأي تفاصيل. أعتقد أنه تصرف سيئ جداً من جانب الوزير»! وأفاد مصدر اطلع على مذكرة كتبها مدير «إف بي آي» المعزول بأن ترامب طلب إنهاء تحقيق يجريه المكتب في احتمال وجود علاقات بين مستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايكل فلين وروسيا. ومن المرجح أن تثير مذكرة كومي التي كانت «نيويورك تايمز» أول من أشار إليها، تساؤلات عما إذا كان ترامب حاول التدخل في تحقيق فيديرالي. وكتب كومي المذكرة بعد اجتماعه في المكتب البيضاوي مع ترامب غداة إقالة الرئيسِ مايكل فلين في 14 شباط (فبراير) الماضي، بسبب تضليله مايك بنس نائب الرئيس في شأن محتوى محادثات أجراها العام الماضي مع السفير الروسي سيرغي كيسيلياك. وأفاد المصدر المطلع على المذكرة بأن ترامب قال لكومي: «آمل بأن تتوقف عن ذلك». ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن الرئيس الأميركي ندد خلال الاجتماع الذي دار في المكتب البيضاوي، بسلسلة من التسريبات الحكومية لوسائل الإعلام، وقال أن على مدير «إف بي آي» أن ينظر في مقاضاة مراسلين لنشر معلومات سرية. وأصدر البيت الأبيض بياناً نفى فيه صحة التقرير، وقال أنه «لم يعطِ صورة دقيقة وصادقة للمحادثة بين الرئيس والسيد كومي».