دافع النظام السوري أمس عن الانتخابات الرئاسية التي يعتزم تنظيمها الشهر المقبل والتي وصفتها دول غربية بأنها ستكون بمثابة مهزلة كونها ستعيد انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة على رغم الثورة التي يواجهها منذ ثلاث سنوات. وأعلن وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر استقالة الحزب السوري القومي الاجتماعي من تكتل سياسي معارض تغض السلطات الطرف عن نشاطه داخل سورية بسبب اختلاف في الموقف من الانتخابات المقبلة، معلناً تأييد حزبه انتخاب الأسد مجدداً في وجه منافسين إثنين قبلت المحكمة الدستورية ترشحهما للرئاسة. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن وزير الإعلام عمران الزعبي تأكيده أن «استحقاق الانتخابات الرئاسية هو استحقاق دستوري داخلي وطني سوري لا صلة لأحد خارج حدود الدولة السورية به ولا يمكن القبول بتدخل أحد من الخارج بهذا الشأن أو أي شأن وطني داخلي بحت». وكان الزعبي يتحدث في احتفال لتكريم «شهداء الصحافة والإعلام» بمناسبة عيد الشهداء ويوم الصحافة العربية في دمشق أمس. وقال الوزير إن سورية ترفض أي تدخل خارجي في شأن الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن «مواجهة الإرهاب في سورية... وجميع الاستحقاقات الدستورية المقبلة بما فيها استحقاق الانتخابات الرئاسية هي قرارات وطنية» لا يحق لأحد التدخل فيها، مسمياً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة عرباً وأتراكاً. أما المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان فاعتبرت من جهتها «أن ما أسماه الغرب الربيع العربي ما هو إلا شتاء دام تفتيتي وطائفي»، وهاجمت بعنف وسائل إعلام عربية قالت إنها لعبت «دوراً في الترويج» لذلك. ورأت شعبان أن كل الدلائل تشير إلى أن «الغرب ما زال متعطشاً لسفك المزيد من الدماء». الحزب القومي يؤيد الأسد في غضون ذلك، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي استحقاق دستوري وطني والمشاركة فيها حق وواجب. وقال حيدر، بحسب ما نقلت عنه «سانا» خلال مؤتمر صحافي في دمشق أمس، إنه بعد الاطلاع على المرشحين للانتخابات فإن الحزب يعلن تأييده للأسد، قائلاً إن ترشيحه «هو واجب عليه وحق له كمواطن سوري ولا يجوز لأي قوى خارجية أو غيرها أن تتدخل في تسمية من يحق ومن لا يحق له ذلك فالترشيح شأن سوري داخلي بامتياز وهو حق لكل مواطن دون استثناء». وأعلن حيدر انسحاب الحزب القومي من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» نتيجة ما وصفه ب «التباين الواضح في المواقف من الاستحقاق الرئاسي والقراءة المختلفة حول ذلك»، داعياً قوى هذه الجبهة إلى «مراجعة هادئة وهادفة لموقفهم الأخير» من الانتخابات. وأشار حيدر إلى أن الحل للأزمة في سورية «يبقى بيد السوريين أنفسهم وبينهم وليس في الخارج من خلال جنيف وغيرها»، مضيفاً: «الجميع يعرف موقفنا من جنيف2 واليوم نؤكد أن جنيف 3 حتى هذه اللحظة لا يختلف بشيء عن جنيف2 لا سيما أن جنيف حتى الآن أثبت فشله بسبب مواقف من يدعي المعارضة».