تنطلق يوم (الجمعة) المقبل في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حلقة نقاش سعودية - أميركية بعنوان: «الابتكار لتأثير فعال». ويأتي تنظيم الحلقة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إطار التحضيرات القائمة لمنتدى «الرؤساء التنفيذيين» السعودي - الأميركي الأول 2017، الذي تحتضنه العاصمة الرياض تزامناً مع الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية. وينظم هذا اللقاء كل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. ويهدف المشاركون في حلقة النقاش إلى وضع أطر وخطط عمل لتوجيه الابتكار العلمي لتقديم حلول للقضايا التنموية ودعم القدرات السعودية والأميركية العاملة في مجال الابتكار العلمي والأبحاث وريادة الأعمال، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. ويشارك في حلقة النقاش أكثر من 100 مسؤول وأكاديمي مرموق وعدد من رجال أعمال بارزين يمثلون شركات متخصصة في التقنية والابتكار، ومؤسسات بحثية وعلمية رائدة من أميركا، إضافة إلى رؤساء جامعات وممثلي مراكز أبحاث وعدد من الطلاب والطالبات وباحثين من الجانبين السعودي والأميركي. وعن هذا الحدث المهم، اعتبر رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد أن الهدف الرئيس الذي يسعى إليه هذا اللقاء المميز في مساراته التنموية هو تطوير القدرات السعودية العاملة في مجال الابتكار العلمي والأبحاث وريادة الأعمال، بما ينسجم ورؤية المملكة 2030. يذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قامت بتأسيس منظومة دعم البحث العلمي، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من رؤية المملكة 2030، وما تتضمنه من أهداف استراتيجية تعمل المدينة على تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والتي تهدف في مجملها إلى تعظيم المحتوى المحلي التقني ودعم البحث العلمي والتطوير التقني في المجالات الاستراتيجية المهمة للمملكة. من جهته، ذكر محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان أن هذا اللقاء «يعد فرصة مواتية لكثير من المؤسسات الناشئة والمواهب السعودية الواعدة، إذ تتيح فعاليات حلقة النقاش تمكين الابتكار من الطرفين السعودي والأميركي، ونحن على ثقة بأن الأفكار والمقترحات التي ستطرح في هذا اللقاء ستقود إلى مزيد من التفاهم المشترك والتعاون البناء بين الجانبين في شتى المجالات». وأشار نائب الرئيس التنفيذي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس نظمي النصر أن حلقة النقاش السعودية - الأميركية - «الابتكار لتأثير فعال» - تعد عنصراً حاسماً في التعاون في مجالات الابتكار وريادة الأعمال بين المملكة وأميركا. وأضاف: «نعتقد أن المناقشات والجلسات داخل أروقة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستؤدي إلى فهم أكبر للشراكات اللازمة لتنويع البحوث وتعزيز المعرفة وتفعيل الابتكارات العلمية». وستبحث حلقة نقاش «الابتكار لتأثير فعال» في جلساتها العامة والفرعية عدداً من المواضيع المهمة في مجالات فرص الابتكار، أبرزها تمكين التحول في قطاع الطاقة، واستيعاب الثورة الرقمية، والابتكار في قطاع الزراعة والمياه، وتصميم قطاع النقل المستقبلي، وتطوير أبحاث الصحة والعلوم الحيوية. كما سيتطرق المشاركون لمناقشة أفكار تمكين الابتكار من خلال بناء منصات الابتكار، وريادة الأعمال، وتطوير آليات تمويل لمختلف أنواع الابتكار ومراحله، وغيرها من المواضيع المهمة والهادفة لتحقيق رؤية المملكة 2030. إلى ذلك، أعرب مجلس الأعمال السعودي - الأميركي عن ترحيبه بالزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية. ووصف رئيس مجلس إدارة المجلس المشارك عبدالله بن جمعة الزيارة بأنها تاريخية تجسد الثقلين السياسي والاقتصادي اللذين تحظى بهما المملكة على الصعيد الدولي، وتؤكد مركزها الريادي ودورها القيادي في العالم الإسلامي، فضلاً على وزنها الاقتصادي الكبير وإسهاماتها البارزة في الجهود الدولية الرامية إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية. وأوضح ابن جمعة أن الزيارة تحمل العديد من المعاني الكبيرة، كونها أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي بعد توليه الرئاسة، متوقعاً أن تشكل فتحاً جديداً لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية المبادلات التجارية بين البلدين الصديقين، والانتقال إلى عهد زاهر من التعاون الذي يتجاوز مرحلة التصدير والاستيراد المتبادل إلى مرحلة العمل المشترك في المجالات الصناعية والتقنية، بخاصة أن المملكة تكثف الخطى نحو انفتاح اقتصادي واسع، وتعمل على تحرير العديد من القطاعات الاقتصادية، مثل فتح قطاع التجزئة بكامله أمام الاستثمارات الأجنبية. وأفاد رئيس مجلس الإدارة المشارك بأن حجم التجارة البينية والاستثمارات الصناعية المشتركة بين البلدين في تصاعد مستمر، مشيراً إلى أن المملكة تحتل المرتبة ال12 في قائمة شركاء أميركا التجاريين، فيما تتبوأ أميركا المرتبة الثانية بين أكبر شركاء المملكة التجاريين، وحافظت العلاقات الاقتصادية بين البلدين على قوتها وواصلت نموها وزخمها في ظل فترات الازدهار الاقتصادي والركود الاقتصادي الدولي على قدم سواء، كما لم تتأثر بالحروب والقلاقل والنزاعات الإقليمية، أو تقلبات أسعار النفط العالمية صعوداً أو هبوطاً، بل واصلت العلاقات رسوخها وازدهارها، لأنها شيدت على أسس متينة من الاحترام المتبادل، والتعاون البناء لتحقيق صالح الطرفين معاً، وليس طرفاً على حساب الآخر. وتوقع ابن جمعة أن تشهد العلاقات الاقتصادية السعودية - الأميركية نقلة غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة، استثماراً للمكاسب الجديدة العديدة التي تهيئها رؤية المملكة الاستراتيجية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 المنبثق عنها، إذ يركزان على تحقيق النمو المستدام، ونقل التقنيات الحديثة إلى أرض المملكة، وتنويع مصادر الدخل، وجذب واستقطاب الشركات الأجنبية الكبرى المتقدمة صناعياً وتقنياً، وتذليل جميع الصعوبات أمام الاستثمارات الخارجية، والتوسع في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، ما يهيئ آفاقاً رحبة أمام الشركات الأميركية لتوسيع استثماراتها الصناعية بالمملكة.