«مكرهاً أخاك لا بطل»، عبارة لخصت واقع لجنة التعديات ومراقبة الأراضي في جدة عقب إجبار الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة جدة نهاية الأسبوع الماضي إيقاف عمليات الإزالة المحددة مسبقاً. وكشف رئيس اللجنة المهندس سمير باصبرين أن عمليات الإزالة في منطقة شرق الخط السريع ستعود خلال اليومين المقبلين بعد التوقف الاضطراري نتيجة الأمطار الأخيرة، مشيراً إلى أن عمليات إزالة المواقع في المنطقة كافة مستمرة ولن تتوقف حسب توجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. وقال ل «الحياة»: «لم تتلق اللجنة أي إفادات من الجهات المختصة بوقوع مخطط أم الخير ضمن موقع التعديات بعد تضرره من الأمطار التي شهدتها مدينة جدة خلال الأيام الماضية، وضرورة إشعار سكانه بإخلاء منازلهم لإتمام عملية الإزالة»، لافتاً إلى أن أمانة جدة وهيئة المساحة الجيولوجية هما الجهتان المحددتان لمواقع التعديات، بينما تمثل لجنة التعديات الجهة المنفذة. وأوضح رئيس لجنة التعديات في جدة أنه تم الانتهاء من 80 في المئة من العقوم التي تعترض قنوات ومجاري السدود في منطقة خط الشرق السريع، وزاد: «تمت إزالة العقوم كافة التي لا يملك مُدعوها أي مستملكات وإثباتات شرعية، بينما ستزال بقية العقوم التي يملك أصحابها إثباتات شرعية خلال الفترة المقبلة». وعن المناطق التي ستبدأ اللجنة أعمالها فيها خلال الأيام المقبلة، أبان باصبرين أن منطقة أم حبلين الواقعة شرق جدة ستكون أولى مراحل الإزالة على اعتبار احتوائها على عقوم كبيرة وبحاجة إلى وقت طويل لإزالتها، مؤكداً أن جميع عمليات إزالة مواقع التعديات بحسب خطة معدة مسبقاً لاستكمال العمليات كافة في أسرع وقت. وأشار إلى أن أكثر المشكلات التي تواجه اللجنة خلال عملها تتمثل في الاعتراضات غير المبررة من المواطنين، إضافة إلى محاولة إثارة جوانب سالبة عن إزالة التعديات أبرزها ما يتم نشره في وسائل الإعلام المختلفة، على رغم أن إزالة التعديات من ضمن المصلحة العامة التي تحفظ أرواح الناس الذين اتخذوا من بطون الأودية سكناً لهم، مؤكداً في الوقت ذاته أن عمليات الإزالة ستنفذ وستتم الاستعانة بقوات الأمن المختلفة لوقف أي عمليات اعتراضات أو منع لإزالة أي موقع، إضافة إلى أنه ستتم الاستعانة بحارسات أمن «سجانات» لإخراج النساء والأطفال من المواقع حال بقائهم داخل المواقع المزالة وقت تنفيذ القرار بشأنها. ودافع باصبرين عن عمل لجنته والاتهامات التي تطاولهم بين الحين والآخر، مشدداً على أن قرار الإزالة لا يأتي إلا من الجهات العليا ومن الجهات صاحبة الاختصاص وما لجنته إلا منفذة لتلك الأوامر، وفق ما هو متبع في تنفيذها للأمر السامي المختص بإزالة التعديات كافة في منطقة شرق الخط السريع، مشيراً إلى أنهم لا يزالون ينتظرون قطع التيار الكهربائي عن 16 موقعاً تعترض مسار قطار الحرمين لاستكمال إزالتها وتسليمها للجهات العاملة فيها، وقال «أسهمت عمليات الإزالة في مواقع عدة في منطقة شرق الخط السريع في التقليل من وقوع أضرار كبيرة بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة جدة أخيراً».