اكتشف سكان حي «أم الخير» في جدة، أنهم «أكلوا مقلباً» تاريخياً سيتحدث عنه أبناؤهم من بعدهم وربما أحفادهم. مقلب مرتب وأنيق وشرعي، دفعوا لقاءه ثمناً غالياً من عرق العمر والديون والأماني، إذ اتضح على وقع السيول والأمطار أول من أمس، أن مخططهم السكني عبارة عن حفرة في مجرى سيل، إذ إن هذا المجمع السكني الراقي المكوّن من فلل فخمة، اشتراه سكانه قبل سنوات من مالك معروف، كان يعمل مستشاراً في أمانة جدة بصكوك موثقة، شيّدوا مساكنهم البهية وامتلأوا عزاً وشعوراً بالاطمئنان والفخامة، حتى جاء المطر «الفاضح»، فاكتشفوا أن كل هذه المواصفات الجذابة لم تكن سوى مسوغات، لكي يبتلع السكان المقلب الكبير! نهاية «أم الخير 2» كانت «فللاً» تسبح في مستنقع من المياه يتجاوز ارتفاعه المتر، وتتجول كنباتها وطاولاتها في الشوارع، والسكان ينتظرون في الطوابق العلوية، فرصة الاطمئنان على حياتهم، لملاحقة بقايا الأمتعة والمواعين في الشوارع الغارقة. سكان «أم الخير» يفيقون على سيول ... ويطالبون بإزالة الحي بالكامل «كليك 2»: تأكد «المقلب الأنيق» الذي أكله سكان المجمع الفاخر