سيطرت القوات النظامية السورية وعناصر من «حزب الله» بغطاء جوي روسي على مطار عسكري شرق حلب وقضمت مزيداً من أبنية حي القابون الدمشقي، في وقت تراجع «داعش» أمام «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية في الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن القوات النظامية و «حزب الله» سيطروا بدعم الطيران الروسي على مطار الجراح الذي كان تحت سيطرة «داعش». ويقع مطار الجراح العسكري في جيب ما زال خاضعاً لسيطرة المتشددين في ريف حلب الشرقي، وهي منطقة فقدوا السيطرة على معظمها أمام قوات متنافسة من بينها الجيش النظامي السوري وقوات كردية مدعومة من الولاياتالمتحدة ومقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين تدعمهم تركيا. واقتحمت قوات خاصة من الجيش المطار لفترة وجيزة في آذار (مارس)، لكن متشددين صدوا الهجوم على القاعدة العسكرية التي تخضع لسيطرتهم منذ 2014. وقال سكان سابقون على اتصال بأقاربهم في المنطقة إن الطائرات الروسية والسورية كثفت أيضاً من هجماتها على بلدة مسكنة وهي آخر بلدة رئيسية في المنطقة التي تقع غرب نهر الفرات في ريف حلب الشرقي. وقال «المرصد السوري» إن عشرات المدنيين قتلوا منذ الأسبوع الماضي في قصف جوي للقرى والبلدات المتبقية في المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المتشددين. على صعيد آخر، قال «المرصد» إن قوات النظام «تمكنت من تحقيق تقدم جديد من الجهة الشمالية الشرقية لحي القابون الدمشقي، عند الأطراف الشرقية للعاصمة وتمكنت من توسيع نطاق سيطرتها على الحي، وبالتالي تضييق الخناق أكثر على الفصائل الموجودة في الحي من فيلق الرحمن وعناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، وتقليص سيطرتهم التي تراجعت لتصل إلى 20 في المئة من مساحة الحي تبقت بأيدي الفصائل»، في حين أكدت مصادر أن النفق الذي سيطرت عليه قوات النظام والواصل بين بساتين حي القابون وأطراف حي تشرين وبحي برزة الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة، توقف العمل فيه منذ نحو شهر من الآن، نتيجة رصده من قبل قوات النظام. وأوضح أن هذا التقدم جاء بعد عودة الاشتباكات والقصف على الحي بصورة متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في أطراف الحي ومحيطه وبداخله بعد هدوء ساد الحي في ال 7 من الشهر الجاري. وأشار الى أن هدوءاً ساد وقتذاك منطقة القابون الواقعة في الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، مع بدء مفاوضات عبر وجهاء وأعيان من منطقة القابون مع قوات النظام، وهذه المفاوضات جاءت بعد معارك عنيفة شهدها حي القابون، خلال الأسابيع الفائتة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط وأطراف حي القابون. الرقة على صعيد المعارك ضد «داعش»، قال «المرصد» إنه «لا تزال المعارك العنيفة مستمرة متواصلة في الريف الشمال للرقة، بين عناصر التنظيم من جانب، وقوات سورية الديموقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، إثر هجوم عنيف للأخير، منذ الجمعة على 3 محاور بريف الرقة». وتابع أن قوات عملية «غضب الفرات»، تواصل هجومها من المحور الشمالي الشرقي الذي تمكنت فيه من التقدم والوصول الى مسافة نحو 4 كلم عن المدينة، بالتزامن مع هجومها من المحور الشمالي واقترابها لمسافة نحو 6 كلم من المدينة، كذلك تمكنت من الاقتراب من المحور الشمالي الغربي لمسافة نحو 13 كلم من مدينة الرقة. وقال «المرصد» إن «هذه الاشتباكات تترافق مع قصف من قوات سورية الديموقراطية وقصف من طائرات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم «داعش» في ريف الرقة، فيما يأتي هذا الهجوم العنيف بالتزامن مع سيطرة قوات سورية الديموقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي على كامل مدينة الطبقة وسد الفرات الاستراتيجي». كما يأتي في إطار استمرار عملية «غضب الفرات» التي أطلقتها القوات في تشرين الثاني (نوفمبر) لعزل مدينة الرقة عن ريفها، تميهداً لبدء معركة الرقة الكبرى.