سعت موسكو إلى الضغط على فصائل المعارضة السورية المسلحة لحملها على حضور الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة المقرر أن تنطلق اليوم. وفيما أكدت «فرقة السلطان مراد»، المدعومة من أنقرة، أن المعارضة غير مستعدة للمشاركة قبل الحصول على رد من موسكو على مطالبتها بلعب دور «الضامن» والحد من انتهاكات وقف النار، أعلنت الخارجية الروسية معارضتها «ربط (المعارضة) المشاركة بتطورات الوضع حول الهدنة في غوطة دمشق»، وحملت بقوة على «المعايير المزدوجة» للغرب، بسبب رفضه إدانة «الهجوم الوحشي الجديد» في دمشق، في إشارة إلى تفجيرين استهدفا زواراً شيعة عراقيين. وتدخل الأزمة السورية غداً الأربعاء عامها السابع، وسط معلومات عن ارتفاع عدد ضحاياها إلى ما يقارب نصف مليون ضحية، بالإضافة إلى نزوح ملايين السوريين ودمار هائل في بنية البلاد التحتية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن السنوات الست الماضية من الحرب الأهلية حصدت ما لا يقل عن 465 ألفاً، بين قتيل ومفقود، بينهم أكثر من 96 ألف مدني. وأشار إلى أنه وثّق مقتل أكثر من 321 ألفاً منذ بدء النزاع، كما تم الإبلاغ عن فقدان 145 ألفاً آخرين، مضيفاً أن القوات الحكومية وحلفاءها قتلوا أكثر من 83500 مدني، من بينهم أكثر من 27500 في غارات جوية، و14600 بسبب التعذيب في السجون، فيما قتل قصف من جماعات المعارضة المسلحة سبعة آلاف مدني. وعشية الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو آليات إنجاحها، وضمان حضور كل الأطراف من دون شروط مسبقة. وأشار إلى أن موسكو أبدت موقفاً متشدداً حيال طلب فصائل معارضة تثبيت الهدنة في غوطة دمشق، قبل انطلاق المفاوضات. إذ قال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن موسكو تعارض هذا الربط، موضحاً أنها تنطلق من أن «نظام وقف إطلاق النار مستقر من وجهة نظرنا. ثمة خروقات منفردة للنظام، لكنها لا تحمل طابعاً مكثفاً». بالتزامن، أعلنت الخارجية الكازاخية أنها وجّهت دعوات إلى كل الأطراف وأن بعض الوفود بدأ بالتوافد إلى آستانة. وتوقعت أوساط أن تشارك مصر في هذه الجولة بصفة مراقب، بالإضافة إلى الأردن الذي شارك في الجولة الماضية. كما أشارت إلى دعوة خبراء الأممالمتحدة في مجال نزع الألغام، لمناقشة الوضع في تدمر ومناطق أخرى. في الأثناء، حملت موسكو بعنف على بلدان غربية منعت إصدار بيان رئاسي في مجلس الأمن لإدانة الهجوم الذي شهدته دمشق قبل أيام. وأشار غاتيلوف إلى أن الموقف الغربي برفض مشروع البيان الذي قدمته روسيا «يثير الاستغراب»، معتبراً أن «ما نشهده بوضوح هو استخدام معايير مزدوجة أو مواقف انتقائية». ووصفت موسكو الهجوم بأنه «عمل وحشي يهدف إلى تقويض وقف النار وإحباط المفاوضات». ميدانياً، وصلت القوات النظامية أمس، إلى مشارف دير حافر آخر المعاقل الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشرقي. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية حققت تقدماً جديداً، وسيطرت على قرية حميمية كبيرة، وباتت مباشرة على أبواب دير حافر «وسط أنباء عن انسحابات» نفّذها عناصر «داعش» من البلدة التي تُعد آخر معقل أساسي له في ريف حلب الشرقي. وأكدت مواقع مؤيدة لحكومة دمشق سيطرة قواتها على حميمية كبيرة. وخسر «داعش» عشرات القرى والبلدات في الريفين الشمالي والشرقي لحلب منذ 17 كانون الثاني (يناير) الماضي، إثر عملية عسكرية أطلقتها القوات النظامية، كما خسر عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لمصلحة قوات عملية «درع الفرات» المدعومة من الأتراك. وما زال «داعش» يسيطر على بلدتي دير حافر ومسكنة وقرى أخرى في ريف حلب الشرقي، وأبدى عناصره قبل أيام مقاومة عنيفة، منعت القوات النظامية من اقتحام مطار الجراح العسكري، الواقع قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات في منتصف الطريق بين دير حافر ومسكنة.