ينطلق المهرجان الأول لإعادة تدوير القمامة في مدينة الأقصر (جنوب مصر) بعد غد الاثنين، بالتعاون بين مؤسستي «رؤيتي للتنمية الشاملة» و «أدام للتنمية الإنسانية»، بهدف «نشر ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة لدى الأطفال خصوصاً»، وفق رئيسة «رؤيتي» عزة القاضي التي قالت ل «الحياة»: «تتضمن نشاطات المهرجان ورشاً لتعليم الأطفال فنون إعادة تدوير المخلفات، ومعرضاً لمخلفات جرى تدويرها، إضافة إلى حملة لتنظيف شوارع مدينة الأقصر، وإعلان افتتاح مشروع «زبالة ستور» لشراء القمامة والمخلفات وعرض أزياء من الورق وأكياس التشيبس (رقائق البطاطا)». وكانت القاهرة قد شهدت انطلاق مشروع مشابه بمبادرة من مجتمعات مدنية ومشاركة جهات رسمية أخيراً. وبخلاف قواعد الاستغلال الأمثل للقمامة بما تمثله من ثروة مهدرة، يرسخ المهرجان دمج ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع، إذ «يشرف على المهرجان فريق عمل من المعوّقين ناقلاً نشاطات المهرجان بين المناطق»، تشرح القاضي، علماً أن الاستفادة لا تقتصر على الجانب المعنوي بل يُحصّل المشاركون عائداً مادياً من بيع مخلفاتهم. ويشير عالم المصريات محمد يحيى عويضة إلى مجموعة من القيم الأصيلة رسخها قدماء المصريين بخصوص التعامل مع القمامة، وكل ما تفعله تلك المهرجانات لاستعادتها، إذ كان إلقاء المخلفات في النيل أمراً محرماً يجلب الشر والسوء لمصر. فكان يجري التخلص من القمامة من طريق دفنها في الصحراء، وهي الطريقة التي تستخدم في التعامل مع المخلفات النووية. كما عني قدماء المصريين بنظافة منازلهم، فعُثر على مكانس مصنوعة من ألياف النخيل وسعفه، وكانت المنازل تُفتح يومياً للتهوئة.