باشرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس عملية نزع الألغام من محيط سد الطبقة على نهر الفرات بعد يوم من نجاحها في طرد تنظيم «داعش» من أكبر السدود المائية في سورية. وجاء ذلك في ظل استمرار الخلاف الأميركي - التركي على خلفية قرار واشنطن تزويد تحالف «سورية الديموقراطية» الذي تهيمن عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية، أسلحة متطورة بهدف الإسراع في عملية طرد «داعش» من معقله في مدينة الرقة شرق سورية. أما في دمشق، فقد سُجّل تقدم جديد للقوات النظامية في حي القابون، ما يزيد الضغوط على المعارضين المحاصرين فيه لعقد تسوية على غرار ما حصل في حي برزة المجاور والذي بدأ مسلحوه الجلاء عنه في اتجاه شمال سورية. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أمس، أن «داعش» شن هجوماً جديداً بهدف استعادة مدينة الطبقة بعد يوم من استكمال الطرف الأول سيطرته عليها وعلى سدها المجاور بدعم أميركي مباشر. وأوضحت أن الهجوم «الواسع» بدأ الخامسة فجراً واستهدف نقاط تمركز «سورية الديموقراطية» في قريتي عايد كبير والمشيرفة غرب الطبقة، مشيرة إلى قتل 26 من المهاجمين وتدمير عربات لهم. وأشارت إلى أن عناصرها يقومون بعمليات تمشيط لإزالة الألغام التي يمكن أن يكون عناصر «داعش» قد تركوها وراءهم في سد الطبقة ومحيطه، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات يُرجّح أنها تابعة للتحالف الدولي نفّذت ضربات على قرية الكدو بريف الرقة الغربي حيث سقط قتلى وجرحى. ونقلت «رويترز» عن طلال سلو الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية»، أن هذا التحالف انتزع السيطرة على الطبقة «بفضل تضحيات أبطال وبطلات قوات سورية الديموقراطية وبالدعم الكامل واللامحدود من قبل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة». وأكد المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للتحالف العالمي للتصدي ل «داعش» بريت ماكغورك، في تغريدة على «تويتر» استعادة الطبقة. وقال «مؤكد: هزيمة داعش في سد الطبقة ومدينة الطبقة الآن في أيدي قوات سورية الديموقراطية». وعلى رغم اعتراضات شديدة من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، وافقت الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع على تزويد «وحدات حماية الشعب» الكردية، أحد أهم مكونات «قوات سورية الديموقراطية»، بالأسلحة. وتقع الطبقة على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب مدينة الرقة على امتداد نهر الفرات. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم استقبل وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس في لندن حيث يشاركان في أعمال مؤتمر خاص بالصومال. وأوضحت أن اللقاء المغلق بينهما دام حوالى 30 دقيقة وعُقد في مقر تابع لوزارة الخارجية البريطانية (قصر «لانكستر هاوس»). وقالت ناطقة باسم ماتيس إنه أكد ليلدرم التزام الولاياتالمتحدة حماية تركيا حليفتها في «الناتو»، في محاولة لطمأنة أنقرة القلقة من تزويد معارضيها الأكراد أسلحة أميركية استعداداً لمعركة الرقة الوشيكة. وقالت تركيا أول من أمس إنها تعتبر أي سلاح يُعطى للأكراد في سورية تهديداً لها، مطالبة بالتراجع عن هذه الخطوة. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيثير هذه القضية مع الرئيس دونالد ترامب الإثنين المقبل. ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي إن الولاياتالمتحدة تنظر في إمكان تعزيز التعاون الاستخباراتي مع تركيا في محاربة جماعة «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرةوواشنطن إرهابياً. لكن العاصمتين تختلفان حول تصنيف «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، إذ يعتبرها الأتراك جماعة إرهابية على أساس أنها فرع سوري ل «حزب العمال»، وهو أمر يرفضه الأميركيون. حي القابون في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري» أمس، بأن القوات النظامية «تمكنت من التقدم في حي القابون الدمشقي»، مشيراً إلى سيطرتها على كتلة سكنية في محيط مسجد التقوى ومحطة الكهرباء الواقعة عند الأطراف الشمالية الشرقية للحي. واعتبر أن هذا التقدم يأتي ضمن محاولة من القوات النظامية ل «تضييق الخناق على الفصائل المتواجدة في حي القابون» و «إملاء شروط خلال المفاوضات الجارية في الحي». وجاء التقدم الميداني بعد توقف للمعارك دام 72 ساعة لإفساح المجال أمام مفاوضات يقوم بها وجهاء وأعيان من القابون مع القوات النظامية، وفق «المرصد»، الذي نقل عن «مصادر أهلية» تخوفها من اتفاق مماثل ل «ما جرى في داريا ومعضمية الشام وريف دمشق الغربي وقدسيا والهامة بضواحي العاصمة وسرغايا ووادي بردى ومضايا والزبداني بريف دمشق الشمالي الغربي ومنطقة التل»، في إشارة إلى اتفاقات إجلاء واسعة للمعارضين وأفراد أسرهم من سلسلة مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل في ريف دمشق. أما في محافظة حلب (شمال)، فقد سجّل «المرصد» قصفاً من الطائرات الحربية والمروحية على بلدة مسكنة ومحيط مطار الجراح بريف حلب الشرقي، ترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» في محيط المطار الذي يحاول الطرف الأول استعادته بعد يوم من طرد «داعش» من قرية المهدوم المجاورة له. إلى ذلك (رويترز)، قالت القوات المسلحة الأردنية في بيان إن سلاح الجو الملكي الأردني أسقط طائرة بدون طيار اقتربت من المجال الجوي الأردني قرب حدود المملكة مع سورية مساء الأربعاء. وجاء في البيان أن طائرات أردنية مقاتلة من طراز «إف 16» أسقطت الطائرة بدون طيار «بسبب استمرار الطائرة من الاقتراب من الحدود» وأن سلاح الجو «جمع حطام الطائرة» لفحصه. ولم يحدد الجهة التي تتبع لها الطائرة. وقال معارضون في جنوب سورية إن طائرات حربية للحكومة السورية قصفت مواقع للمعارضة الثلثاء قرب الحدود الأردنية. وقال مسؤول أردني إن الضربات الجوية هي الأولى قرب هذا الجزء من الحدود. ونفّذت الضربات بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية السوري الأردن من إرسال قوات إلى سورية. وفي فيينا (رويترز)، قال متحدث باسم محكمة نمساوية إن المحكمة قضت بسجن طالب لجوء سوري مدى الحياة لقتله 20 جندياً جريحاً من قوات الحكومة السورية خلال قتاله في صفوف جماعة معارضة قرب مدينة حمص. وأبلغ مترجم المحكمة أن الرجل البالغ من العمر 27 عاماً روى له الواقعة باللغة العربية لكن المتهم قال إن كلامه تُرجم بصورة غير دقيقة. وقال المتحدث إن هيئة المحلفين أصدرت قرارها في وقت متقدم الليلة قبل الماضية. وسجنت النمسا عدة أشخاص لانتمائهم إلى منظمة إرهابية وهي تهمة عادة ما توجه ضد مقاتلين أجانب أو محليين حاربوا في سورية إلى جانب «داعش». وهذه أول قضية في النمسا تتعلق بقتل قوات موالية للحكومة السورية. وكان الرجل يقاتل إلى جانب فصيل غير إسلامي ولم يثبت إنه ينتمي إلى منظمة إرهابية. وقال محاميه إنه سيستأنف الحكم.